صحيفة الفيغارو 27 آب 2014 بقلم
إيزابيل لاسير Isabelle
Lasserre
قرر
الرئيس الأمريكي الاستعداد لقصف أحد الأعداء الرئيسيين لبشار الأسد في سورية: أي
الدولة الإسلامية. بدأت المرحلة الأولى، قبل القصف بالطائرات القاذفة، عبر تحليق
طائرات التجسس والطائرات بدون طيار فوق سورية بهدف تحديد مواقع جهاديي الدولة
الإسلامية. قام الأمريكيون بحوالي مائة هجوم جوي في شمال العراق منذ تاريخ 8 آب،
وهم يعرفون أنه يجب تجاوز الحدود لكي يأملوا بحل هذه المشكلة التي تهدد ليس
المنطقة فحسب بل الولايات المتحدة وأوروبا. هذا ما أكده بن رودس، مستشار الرئيس
الأمريكي، عندما أشار إلى أن الولايات المتحدة ستقوم بما هو ضروري لعرقلة تقدم
الدولة الإسلامية "دون أن تكون ملتزمة بالحدود".
هل
ستؤدي هذه النبرة الجديدة منذ اغتيال الصحفي الأمريكي جيمس فولي إلى ظهور تحالفات
جديدة؟ هذا ما تعلن عنه دمشق وتأمله. شن النظام السوري عدة غارات عسكرية ضد قواعد
الدولة الإسلامية، ويقول أنه مستعد للتعاون مع المجتمع الدولي وحتى مع واشنطن ضد
الجهاديين. يعتبر النظام أن دمشق أصبحت "مركز التحالف الدولي لمكافحة
الدولة الإسلامية"، ويقترح "التنسيق" مع المجتمع الدولي
لـ "مكافحة الإرهاب". ولكن النظام حذر من أن القيام بأي عمل
عسكري على أراضيه بدون "التعاون" معه سيتم اعتباره كـ "عدوان".
إن
هذه المعطيات الجديدة تربك الولايات المتحدة والعواصم الغربية والعربية التي تطالب
منذ البداية برحيل بشار الأسد، حتى ولو كانت واشنطن تنوي الاستغناء عن موافقة دمشق
قبل مهاجمة الدولة الإسلامية. تحاول دمشق العودة عنوة إلى المجتمع الدولي عبر طرح
نفسها حامية للمسيحيين وبقية الأقليات المضطهدة من قبل الدولة الإسلامية، ومضاعفة
جهودها العسكرية ضد الدولة الإسلامية بعد أن تساهلت معها لفترة طويلة. إن الضربات
الأمريكية ضد الدولة الإسلامية ستساعد النظام عملياً على البقاء أو حتى على تعزيز
قوته.
لكن
الولايات المتحدة تُحذر من أنه لا يجب الخلط بين المصالح الحالية والصداقة،
واستبعدت يوم الثلاثاء 26 آب أي تنسيق مع النظام. قالت الناطقة الرسمية باسم وزارة
الخارجية الأمريكية جينيفر باسكي Jennifer Paski:
"نحن لا نعتبر أننا نقف في جانب واحد لمجرد أنه هناك عدو واحد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق