الصفحات

الخميس، ١٢ كانون الأول ٢٠١٣

(ألمانيا، مركز لاستقبال المكالمات الهاتفية لطلب الإغاثة من السلفيين)

صحيفة الفيغارو 12 كانون الأول 2013 بقلم نيكولا باروت Nicolas Barotte


     تقوم وزارة الداخلية الألمانية منذ شهر كانون الثاني 2012 بتشغيل مركز استقبال المكالمات الهاتفية حول "الراديكالية" للرد على أسئلة أولئك الذين يشعرون بالقلق على أقاربهم  يسمح هذا المركز بمراقبة الشباب الخطيرين، وتُبدي وزارة الداخلية الألمانية انتباهاً شديداً تجاه جميع الذين ينوون الذهاب إلى سورية على سبيل المثال أو الذين ذهبوا إليها فعلاً، ولاحظت الوزارة الألمانية "تزايدً كبيراً في هذه الحالات خلال الأشهر الأخيرة". هذا هو الحال بالنسبة لمغني الراب الألماني دينيس كوسبير Denis Cuspert الذي أثار قلق السلطات الألمانية. إن هذا السلفي يُعتبر خطيراً كما هو الحال بالنسبة لـ 230 متطرفاً آخراً، وقد ذهب إلى سورية مؤخراً. أشارت المعلومات الأخير إلى أنه أصيب بجروح. هناك حوالي 5500 سلفي تحت المراقبة في ألمانيا.

(الأردن: عدم المساس بوادي الأردن)

مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 12 كانون الأول 2013

     حصل بنيامين نتنياهو على دعم قوي من الأردنيين في تمسكه برفض إعادة وادي الأردن إلى الفلسطينيين في إطار اتفاق للسلام. يعتبر الأردنيون أن الوجود العسكري الإسرائيلي في هذا الممر الضيق الذي احتلته إسرائيل عام 1967، ويفصل بين البلدين، مكسباً إستراتيجياً. هذا هو ما قالوه مؤخراً إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. إن خوفهم الأكبر هو وجود استمرارية للأراضي بين الأردن والدولة الفلسطينية المحتملة في المستقبل بشكل يُضعف الأقلية الهاشمية الحاكمة في الأردن.


الثلاثاء، ١٠ كانون الأول ٢٠١٣

(انقاذ البحر الميت بواسطة مياه البحر الأحمر)

صحيفة الفيغارو 10 كانون الأول 2013 بقلم مراسلها في إسرائيل مارك هنري Marc Henry

     إنه مشروع قديم يتلخص بإنقاذ البحر الميت من الجفاف عن طريق ضخ مياه البحر الأحمر إليه. لقد تجسد هذا المشروع اليوم بعد أن كان يبدو حلماً قبل عدة عقود. قامت إسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية بالتوقيع يوم الاثنين 9 كانون الأول على اتفاق في الولايات المتحدة ينص على بناء قناة تصل بين البحر الميت والبحر الأحمر بالإضافة إلى بناء معمل لتحلية المياه. تم التوقيع على الاتفاق برعاية البنك الدولي الذي اعتبر في تقرير نشره مؤخراً أن المشروع قابل للتحقيق.
     إن مستوى انخفاض البحر الميت هو الأكبر في العالم (420 متر تحت سطح البحر)، وما زال هذا المستوى ينخفض. لقد خسر البحر الميت ثلث حجم مياهه خلال عشرين عاماً. الأمر الأكثر خطورة هو أن البحر الميت أصبح مقسوماً إلى نصفين بسبب رقعة أرض في منتصفه تقريباً، وأصبح البحر الميت مهدداً بالزوال. يتضمن الحل ضخ المياه من البحر الأحمر بالقرب من مدينة العقبة إلى البحر الميت عن طريق إزالة فارق الارتفاع عن سطح البحر.
     بالنسبة للفلسطينيين والأردنيين، سيسمح المشروع بمواجهة النقص الحاد في المياه. بالنسبة للإسرائيليين، يشكل بقاء البحر أولوية بالنسبة لهم. ينص الاتفاق الموقع على ضخ 200 مليون متر مكعب سنوياً من مياه البحر الأحمر: سيتم استخدام 80 مليون متر مكعب منها في معمل تحلية المياه في العقبة، وستحصل إسرائيل على ما يتراوح بين 30 و50 مليون متر مكعب، وسيحصل الأردن على 30 مليون متر مكعب. تم تحديد حصة الفلسطينيين بـ 30 مليون متر مكعب، ولكن سيتم اقتطاعها من بحيرة طبريا الواقعة شمال البحر الميت لأن إسرائيل أصرت على هذا البند لكي تتجنب عودة المطالب الفلسطينية المتعلقة بالأراضي الواقعة حول البحر الميت، ويقع جزء من هذه الأراضي في الضفة الغربية.
     أشاد الوزير الإسرائيلي للتعاون الإقليمي سيلفان شالوم بهذا الاتفاق قائلاً: "لم ندفع أي ثمن سياسي لهذا الاتفاق التاريخي". على الرغم من كل شيء، يمثل هذا الاتفاق حافزاً نادراً للأمل في الوقت الذي وصلت فيه المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية إلى مرحلة الجمود الكامل بعد استئنافها في شهر تموز تحت الضغوط الأمريكية المستمرة.
     ما زالت هناك بعض النقاط المجهولة حول هذه "القناة بين البحرين". تُقدر كلفة بناء هذه القناة بين 250 و400 مليون دولار، يجب على الإسرائيليين والأردنيين والفلسطينيين طلب مساعدة الدول المانحة والمساعدات الخيرية من الجهات الخاصة بالإضافة إلى الحصول على دعم البنك الدولي.
     أشار سيلفان شالوم إلى أنه سيتم بناء ثلاث قنوات أخرى في المرحلة الثانية. إذا جرت الأمور كما هو متوقع لها، من المفترض إطلاق أولى طلبات عروض الأسعار الدولية خلال فترة عام واحد، ومن الممكن الانتهاء من هذا العمل خلال خمسة أعوام.
     على الصعيد البيئي، ما زالت هناك أمور غامضة. تعتبر بعض منظمات الدفاع عن البيئة أن المؤيدين لهذا المشروع غير قادرين على التنبؤ بعواقبه، لأنه لا أحد يعرف كيف سيكون تأثير مياه البحر الأحمر على مياه البحر الميت الذي تعتبر نسبة ملوحته الأعلى في العالم. للرد على هذا الموضوع، أكد المؤيدون لهذا المشروع أن البحر الميت مهدد بالزوال بدون مياه البحر الأحمر.


الخميس، ٥ كانون الأول ٢٠١٣

(تعطيل في الأمم المتحدة تجاه المأساة الإنسانية في سورية)

صحيفة اللوموند 5 كانون الأول 2013 بقلم مراسلتها في نيويورك ألكسندرا جينيست Alexandra Geneste

     إن إيصال المساعدة الإنسانية إلى ملايين السوريين هو أمر عاجل. هذه هي الرسالة التي أكدت عليها المسؤولة عن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة فاليري أموس يوم الثلاثاء 3 كانون الأول أمام أعضاء مجلس الأمن، ولكنها لم تنجح في تحريكهم. أشارت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي يوم الاثنين 2 كانون الأول للمرة الأولى إلى وجود "براهين على مسؤولية الرئيس السوري بشار الأسد في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية"، وأكدت أن 9.3 مليون سوري بحاجة إلى الإغاثة منهم 2.5 مليون في مناطق يصعب الوصول إليها، بالإضافة إلى 250.000 شخص وقعوا في فخ القرى المحاصرة التي لا يمكن الوصول إليها وبعضها مُهدد بالمجاعة.
     قال سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرار أرو Gérard Araud: "يعتبر البعض أن اندلاع أزمة حول قرار إنساني يمكن أن يضر بإنعقاد مؤتمر جنيف 2، ويفضلون عدم فتح النقاش في هذه المرحلة"، وأكد سفير فرنسا التي تترأس مجلس الأمن خلال شهر كانون الأول أن باريس ستكون مستعدة للدفاع عن أي مشروع قرار في حال تقديمه، ثم أضاف قائلاً: "لدينا رسائل واضحة جداً من بعض الدول الأعضاء بأنهم مستعدون لاستخدام حق النقض في حال تقديم مشروع قرار".
     إن موسكو وواشنطن هما أول الرافضين للقيام بعمل في مجلس الأمن على الصعيد الإنساني. وأكدت فاليري أموس أنه لم يتحقق إلا تقدم محدود بعد صدور البيان الرئاسي في مجلس الأمن بتاريخ 2 تشرين الأول حول "إيصال المساعدة الإنسانية بشكل آمن وبدون عقبات إلى جميع أنحاء البلد".
     وافقت سورية على منح خمسين تأشيرة دخول إلى بعض العاملين في المجال الإنساني، وفتحت ثلاثة مراكز جديدة لتوزيع المساعدة، وسمحت بمرور عدد أكبر من القوافل، ولكن فاليري أموس قالت: "إن كل ذلك غير كافي لتلبية احتياجات ملايين الأشخاص". يُضاف إلى ذلك أن دمشق ما زالت ترفض مرور قوافل المساعدة عبر الحدود التركية القريبة من المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة.


الأربعاء، ٤ كانون الأول ٢٠١٣

(سورية: الإسلاميون يستعيدون السيطرة على معلولا)

صحيفة الفيغارو 4 كانون الأول 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbruont

     بدأ كل شيء بعد ظهر يوم الإثنين 2 كانون الأول بالسيطرة على دير مارتقلا للأورثوذوكس، ثم قام المتمردون بإجبار 12 راهبة على الذهاب إلى مدينة يبرود  الواقعة على بعد عشرين كيلومتراً شمال معلولا. بعد ذلك، لا أحد يعرف فيما إذا تم استخدام الراهبات كدروع بشرية من قبل المقاتلين الإسلاميين الذين يخشون هجوماً من الجيش النظامي، أم أنه تم إخلائهن من أجل الحفاظ على أمنهن قبل المعارك بين معارضي بشار الأسد والقوات النظامية.
     قال سفير الفاتيكان في دمشق المونسنيور ماريو زيناري Mgr Mario Zenari إلى وكالة رويترز: "لا يمكن القول بأنها عملية خطف" كما تدعي دمشق. وقالت رئيسة الراهبات في دير صيدنايا بيلاجيا سياف Pelagia Sayyaf: "إنهن يقيمون في وضع مريح بأحد المنازل في يبرود مع ثلاث خادمات شابات".
     هل استعاد المتمردون السيطرة على مدينة معلولا التاريخية التي ما زال البعض يتحدث فيها بلغة المسيح اللغة الآرامية؟ يوجد ضمن هؤلاء المتمردين بعض الراديكاليين الإسلاميين في جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة إرهابية. لقد سيطروا عليها سابقاً لفترة قصيرة بتاريخ 3 أيلول، ثم طردهم الجيش منها بعد عدة أيام.  أدت أعمال العنف في ذلك الوقت إلى هروب ألفي مسيحي من معلولا إلى دمشق، وقُتِل ثلاثة منهم أثناء الاشتباكات. منذ ذلك الوقت، لم يعد أي مسيحي إلى معلولا التي يستمر فيها تبادل إطلاق النار بشكل يومي بين المتمردين المتمركزين في الجبال المحيطة و جنود الأسد في الأسفل. قام المتمردون بإلقاء الإطارات يوم الاثنين 2 كانون الأول كما يفعل السكان تقليدياً من أجل القديس جان، ولكن هذه الإطارات كانت مليئة هذه المرة بالمتفجرات، واستهدفت مؤيدي الأسد.
     ليس من قبيل الصدفة قيام المتمردين بإرسال الراهبات إلى يبرود التي تمثل إحدى المدن الأخيرة في المنطقة التي ما زالت تحت سيطرتهم. يقوم الجيش منذ عدة أسابيع بدعم من مقاتلي حزب الله الشيعي اللبناني بشن هجوم مضاد على المدن الواقعة تحت سيطرة المتمردين. إن الهدف القادم لجنود الأسد هو يبرود بعد سيطرتهم على دير عطية والنبك اللتين تقعان على طريق دمشق ـ حمص الذي تسعى القوات النظامية إلى إعادة الأمن إليه. تقع مدينة يبرود بالقرب من الحدود اللبنانية، وهي مدينة هامة للتزود بالأسلحة والمقاتلين المعارضين للأسد.     
     قال  أحد المراقبين: "يريد المتمردون أن يضعوا الجيش الذي يقصف يبرود أمام خيار صعب. إذا تعرضت الراهبات إلى أي مكروه، فإن المتمردين سيقولون بأن النظام هو السبب". صرحت باريس يوم الثلاثاء 3 كانون الأول  أنها "قلقة جداً" على مصيرهن. كان الجيش قد تأخر في شهر أيلول بشن هجوم مضاد ضد المتمردين على أمل الاستفادة من ردود الفعل الخارجية تجاه الهجوم الذي شنه الجهاديون ضد أحد أهم الأماكن المسيحية في سورية. إن معلولا مشهورة بكنائسها الكثيرة وكهوفها التي يعود تاريخها إلى القرون الأولى من المسيحية.  

(تصاعد العنف في لبنان بين العلويين والسنة)

صحيفة اللوموند 4 كانون الأول 2013 بقلم مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan

     قال رئيس بلدية ضاحية جبل محسن الفقيرة في طرابلس يوسف عبد الحوري متنهداً: "يعيش العلويون في جبل محسن أسوأ الأوقات في تاريخهم. نحن محاصرون بالأحياء السنية. الاقتصاد منهار. وتزايدت الاعتداءات ضد الطائفة منذ بداية شهر  تشرين الثاني". أدت الاشتباكات بين جيل محسن وحي باب التبانة في الأيام الثلاث الأخيرة إلى  مقتل 11 شخصاً وجرح أكثر من تسعين آخرين. يوم الاثنين 2 كانون الأول، تم وضع طرابلس تحت سيطرة الجيش لمدة ستة أشهر لاحتواء العنف.
     تفاقمت التوترات بعد تفجير السيارتين المفخختين أمام جامعين سنيين في طرابلس خلال شهر آب. تحوم الشكوك حول رئيس جبل محسن علي عيد الذي تحميه دمشق، بأنه قام بتسهيل هروب المشتبه الرئيسي بارتكاب التفجيرين إلى سورية. لجأ مؤسس الحزب العربي الديموقراطي علي عيد إلى عكار، وتذرع بضعف حالته الصحية لكي لا يستجيب للملاحقة القضائية التي صدرت بحقه. هناك أيضاً متهمون آخرون بعملية التفجير موجودون في جبل محسن، تم القبض على بعضهم، وهرب بعضهم الآخر. اعتبر الجنرال المتقاعد أشرف ريفي المقرب من عائلة الحريري والذي كان رئيس قوى الأمن الداخلي في لبنان حتى شهر نيسان الماضي أنه "لن يكون هناك تهدئة بدون عدالة". يرفض جميع سكان جبل محسن (35000 نسمة) هذا التحقيق، ووصفه الحزب العربي الديموقراطي بأنه "تلاعب".
     اشترى يوسف عبد الحوري مؤخراً أرضاً في صافيتا (جنوب ـ شرق طرطوس) بين العلويين والمسيحيين بسبب الوضع المتدهور في طرابلس، وأشار إلى أنه لم يعد يتنقل كثيراً في طرابلس خوفاً من التعرض لاعتداء. كما قامت عشرات العائلات في جبل محسن بالاستثمار في سورية، ولجأت إلى مدينة زغرتا المسيحية المجاورة.
     يشعر الكثيرون في جبل محسن بالحنين إلى فترة ما قبل الحرب، لم يكن الحي حينها غيتو مغلق. قال يوسف عبد الحوري متأسفاً: "كنا نعيش معاً بشكل جيد، السنة والمسيحيين والعلويين. دمرت الحرب الأهلية اللبنانية كل شيء. كنا متحفظين جداً، ولم نحصل على الحقوق إلا بعد وصول الأسد إلى السلطة في دمشق. كيف لا يمكننا الشعور بالخطر؟ أصبحت الحرب في سورية طائفية أكثر فأكثر، ومجانين الله في باب التبانة يعاملوننا باعتبارنا كفاراً وأجانب. إن الجيش عاجز عن حمايتنا".


الاثنين، ٢ كانون الأول ٢٠١٣

(تفكيك الترسانة الكيميائية السورية في مواجهة عقباته الأولى)

صحيفة اللوموند 2 كانون الأول 2013 بقلم مراسلتها في لاهاي ستيفاني موباس Stéphanie Maupas

     قامت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بتسليم دمشق الحاويات الأولى لنقل الأسلحة الكيميائية السورية يوم الجمعة 29 تشرين الثاني. من المفترض إخراج المواد الكيميائية، 1300 طن، التي صّرح عنها النظام السوري من الأراضي السورية بحلول نهاية شهر كانون الأول. ولكن إلى أين؟ من المفترض إيصال مخزون المواد الكيميائية إلى ميناء اللاذقية قبل نهاية العام، ثم شحنه بالسفن إلى عدة موانىء أوروبية أخرى في البحر المتوسط.
     رفضت ألبانيا تدمير الترسانة السورية على أراضيها تحت ضغط الشارع بتاريخ 15 تشرين الثاني، كما رفضته فرنسا والنرويج. لجأت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى الشركات التجارية  المتخصصة بسبب عدم وجود دول مرشحة للقيام بهذا العمل. وافقت 28 شركة متخصصة في معالجة المواد الكيميائية الخطيرة على المشاركة في تقديم طلب عروض أسعار الذي أعلنت عنه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الجمعة 29 تشرين الثاني. ولكن هذه العملية لا يمكن القيام بها بدون تعاون الدول. قال المستشار السياسي لمدير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مالك اللاهي Malik Ellahi: "نحن لسنا منظمة تجارية بل منظمة تضم عدة حكومات، ولا نستطيع إجراء عقود تجارية بدون موافقة الدول الأعضاء".
     من المفترض أن تبلغ كلفة تدمير الترسانة ما بين 35 و45 مليون يورو. أعلنت إيطاليا والدانمارك والنرويج عن نيتهم بتقديم وسائل النقل. يدرس الاتحاد الأوروبي إمكانية تقديم دعم مالي ومادي إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولكن الدول الأوروبية تتباطىء في تمويل العملية. يأسف البعض في الكواكيس من أن سورية لا تريد المشاركة في التمويل. تأمل المنظمة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 2013 التوصل إلى اتفاق إجمالي بحلول 17 كانون الأول. قال مالك اللاهي: "إن عبارة الأسلحة الكيميائية تمثل عقبة. إذا كانت المواد الكيميائية سامة، فإنها ليست خطيرة. إنها لا تصبح سلاحاً كيميائياً إلا عندما يتم مزجها، ويمكن نقلها والتخلص منها بكل أمان في المباني الصناعية ما دامت هذه المواد مفصولة عن بعضها البعض". إذاً، يجب الحصول على منفذ إلى الموانىء في البحر المتوسط، تابع اللاهي قائلاً: "نأمل من الدول القادرة على القيام بذلك فوق أراضيها أن تساعدنا. لقد اتخذنا قراراً جماعياً، وبهذا المعنى، أصبحت المسؤولية جماعية".
     من المفترض أن تقوم الشركات التجارية بمعالجة 800 طن من المخزون. فيما يتعلق بالـ 500 طن الباقية، وهي الأكثر خطورة، من الممكن تدميرها في المياه الدولية. اقترحت الولايات المتحدة استخدام سفينة مجهزة بمعدات تدمير بواسطة تحليل المياه. تنص الخطة على تدمير المنشآت التي يتم فيها مزج المواد الكيميائية بالإضافة إلى إزالة الأسلحة الكيميائية. تم تحييد هذه المنشآت في شهر تشرين الأول تحت رقابة مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ولكن دمشق تتمنى تحويل 12 منشأة من أصل 18 إلى استخدامات أخرى بدلاً من تدميرها. تتواجد هذه المنشآت في مناطق عسكرية. لم يحظ الاقتراح السوري بموافقة الجميع، وعارضته الكثير من الدول منها الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وعدة دول أفريقية. أكد أحد الدبلوماسيين في لاهاي قائلاً: "هناك مساعي تجاه سورية من أجل سحب طلبها بتحويل هذه المنشآت".
     الوضع عاجل. تشير خارطة الطريق إلى أنه يجب على دمشق تدمير جزء من منشآتها بحلول 15 كانون الأول، وتدميرها بالكامل بحلول 15 آذار. إن برنامج القضاء على الجانب العسكري غير مسبوق، وهو يشمل نقل 1300 طن من المواد الكيميائية عبر بلد في حالة حرب. أكد المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزمجو Ahmet Uzumcu في تقريره الأخير المؤرخ بـ 26 تشرين الثاني قائلاً: "أصبح الوضع الأمني في سورية أكثر فأكثر تعقيداً".
     اعتبر سفير إيران في لاهاي كاظم غريب عبادي Kazem Gharib Abadi في رده على سؤال من صحيفة اللوموند "أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار إمكانية مساعدة الحكومة السورية على نشر سيطرتها في البلد من أجل السماح لها بتنفيذ إلتزاماتها بخصوص الاتفاق، ومن ضمنها تلك المتعلقة بالأسلحة الكيميائية الموجودة لدى المجموعات الإرهابية". إنه أسلوب لاستخدام عملية نزع السلاح الكيميائي من أجل دعم حليفه بشار الأسد.