الصفحات

الخميس، ٢١ شباط ٢٠١٣

(دمشق ـ بيروت: ثلاثة حواجز وقصر الأمير)


موقع الأنترنت لصحيفة الفيغارو 21 شباط 2013 بقلم مراسلها الخاص في دمشق جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     انفجرت ثلاث قذائف في حي المهاجرين بدمشق يوم الثلاثاء 19 شباط، ولكنها لم تؤد إلى سقوط أي جريح. من غير المؤكد أن يكون بشار الأسد متواجداً في قصره القريب جداً من مكان الانفجار. يمتلك الرئيس السوري أيضاً مقراً في حي الروضة بالإضافة إلى قصره على جبل قاسيون الذي يُطل على الطريق الإستراتيجي إلى لبنان.
     يعتبر الكثير من السوريين أن المسافة الفاصلة بين دمشق والحدود اللبنانية (40 كم) هي المخرج الوحيد من البلد الذي دمره العنف. إن الطرق المؤدية إلى الأردن والطريق المؤدي إلى مطار دمشق أصبحت خطيرة، ويُسيطر المتمردون على قطاعات واسعة من المناطق المحيطة بهذه الطرق. لا يوجد شيء من هذا القبيل على الطريق الواصل بين دمشق ومعبر المصنع الحدودي من الناحية الظاهرية على الأقل.
     كان هناك ثلاثة حواجز عسكرية صباح يوم الاثنين 18 شباط. في كل حاجز، هناك جندي يطلب من السائق فتح الصندوق الخلفي للسيارة بعد التدقيق بهويته الشخصية. لم يتم تأخير جوازات السفر، وبدون عصبية ظاهرة. كانت حركة السير محدودة في الفجر، ولكن العديد من السوريين بدؤوا بالتدفق مثل اللاجئين ورجال الأعمال الذين يزورون عائلاتهم الموجودة في مكان آمن بلبنان. ملاحظة هامة: يُسيطر على كل حاجز من هذه الحواجز الثلاثة جهاز أمني مختلف. إذا سيطر المتمردون على أحد هذه الحواجز، فإن الحاجز التالي يمكنه المواجهة.
     يحاذي الطريق الخارج من دمشق المطار العسكري في المزة الذي يحاول المتمردون السيطرة عليه. وعلى يمين الطريق، يمكن مشاهدة القصر الرئاسي لبشار الأسد. يستمر الطريق فيما بعد بالتعرج بين الهضاب. يقع أول حاجز للتفتيش في يعفور على بعد عشرة كيلومترات من دمشق، وتُسيطر الفرقة الرابعة على هذا الحاجز.
     ترتسم ملامح قصر آخر بعد هذا الحاجز، يملك هذا القصر أمير قطر، العدو اللدود لبشار الأسد. كان الشيخ حمد بن ثاني أفضل أصدقاء الرئيس السوري في العالم العربي، ولكنه يريد الآن إسقاطه. كانت هناك علاقات عائلية وتجارية وثيقة جداً بين الأمير وبشار الذي سمح لصديقه القطري وزوجته المفضلة موزا ببناء قصر لكل منهما على هضبة يعفور التي تتمتع بإطلالة رائعة على دمشق. يُذكرنا هذا الطريق بأن سورية كانت قبل فترة ليست طويلة ملتقى للمستثمرين القادمين من تركيا ودول الخليج. بعد حاجز يعفور، هناك بناء جديد من المفترض أن يكون بورصة دمشق بالقرب من المشروع العقاري للإمارات العربية المتحدة.
     يعتبر النظام أن ضمان أمن هذا الطريق هو أولوية، ويسلكه بعض المسؤولين للذهاب إلى مطار بيروت. أكد أحد الدبلوماسيين الأوروبيين في لبنان قائلاً: "قامت السلطة السورية منذ الصيف الماضي بتمرير رسالة لنا بأنها حريصة جداً على إبقاء هذا الطريق تحت سيطرتها". يبدو أن التاريخ تجمّد على هذه الهضاب القاحلة التي ما زالت صور بشار ووالده حافظ موجودة فيها بفخر. كُتِبَ على إحدى اللافتات المعلقة: "أنا أؤمن بسورية". ولكن التمرد يهدر على بعد عدة كيلومترات من هذا المكان، كما هو الحال في الزبداني التي يُسيطر عليها المتمردون.
     أعلنت روسيا المتحالفة مع دمشق يوم الثلاثاء 19 شباط أنها أرسلت طائرتين مُحملتين بالمساعدات الإنسانية إلى اللاذقية. وأضاف أحد المسؤولين في موسكو أنه من الممكن أن تقوم هاتين الطائرتين أيضاً بإخلاء جميع المواطنين الروس الراغبين بمغادرة سورية. ولكن توخياً للحذر، فإن هؤلاء المواطنين لم يمروا بالتأكيد عبر طريق دمشق ـ بيروت.   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق