الصفحات

الخميس، ٧ شباط ٢٠١٣

(رئيس المعارضين السوريين يزرع بذور الانشقاق)


صحيفة اللوموند 7 شباط 2013 بقلم بنجامان بارت Benjamin Barthe

     تقدّم رئيس المعارضة السورية معاذ الخطيب في أرض متحركة عندما عبّر عن استعداده لفتح حوار مع ممثلين عن النظام السوري، وذلك بعكس الخط الذي تمسك به أقرانه حتى الآن. إذا كان عرضه يمكن أن يُحرج دمشق تجاه الحليفين الروسي والإيراني اللذين يؤيدان منذ وقت طويل مخرجاً تفاوضياً للأزمة، فإن رئيس الائتلاف الوطني السوري يُخاطر بفقدان جزء من المعارضين سواء على الأرض أو حتى داخل حركته.
     أكد المجلس الوطني السوري الذي يُسيطر عليه الإخوان المسلمين يوم الثلاثاء 5 شباط رفضه لأي حوار مع السلطات التي تنفذ سياسة سحق منهجية للتمرد منذ 22 شهراً، كما أدان المجلس بشدة اللقاء بين معاذ الخطيب ووزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ يوم الأحد 3 شباط، ووصف هذا اللقاء بأنه "طعنة للثورة".
     أوضح معاذ الخطيب نواياه يوم الاثنين 4 شباط في لقاء مع تلفزيون الجزيرة، وعبّر عن انفتاحه لفكرة اللقاء مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي ابتعد عن المقاربة الاستئصالية التي يتبعها بشار الأسد حتى الآن، وألمح إلى أن هذا الحوار المُحتمل لا يمكن أن يتطرق إلا إلى طريقة رحيل السلطة.
     يمكن تفسير هذه القطيعة مع الخط الرسمي للإئتلاف الوطني السوري الذي يُحظّر أي حوار مع النظام، بالمأزق الذي تواجهه حركة التمرد سواء على الأرض أو على الصعيد الدولي. أكد أحد الدبلوماسيين الذين لديهم اتصال مباشر مع رئيس الإئتلاف الوطني السوري قائلاً: "أدرك معاذ الخطيب بالتأكيد حقيقة أن الحل العسكري لن يكون قريباً، وأن إراقة الدماء قد تستمر فترة طويلة". وقال محلل عسكري فرنسي: "إنها نتيجة تخلّي المجتمع الدولي الذي لم يُعط الإئتلاف الوطني السوري الوسائل العسكرية والمالية".
     إذا كانت دمشق لم ترد رسمياً على اقتراح السيد معاذ الخطيب، فإن صحيفة الوطن الرسمية وصفته بـ "المناورة" واعتبرت أنه "تأخر سنتين". 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق