الصفحات

الاثنين، ١١ شباط ٢٠١٣

(انقسام في واشنطن حول تسليح المتمردين السوريين)


صحيفة اللوموند 11 شباط 2013 بقلم فيليب برنار Philippe Bernard

     هل سيتذكر التاريخ أن رفض باراك أوباما تسليح المتمردين السوريين أثناء نهاية ولايته الأولى كان تعبيراً عن حكمته أم أنه كان خطأ مأساوياً؟
     اعترف وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا ورئيس الأركان الأمريكي مارتن ديمبسي أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي يوم الخميس 7 شباط بأنهما دعما وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون والرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية دافيد بيتراوس اللذان أوصيا بتزويد معارضي نظام بشار الأسد بالأسلحة خلال صيف عام 2012، وأضافا بأن الرئيس الأمريكي رفض هذا الخيار أثناء حملته الانتخابية.
     كانت النيويورك تايمز قد كشفت بتاريخ 2 شباط أن هيلاري كلينتون وليون بانيتا قررا توحيد جهودهما خلال صيف عام 2012 لدعم "خطة" تتضمن "القيام بتحقيق مُعمّق حول المجموعات المتمردة وتدريب المقاتلين الذين يمكن تزويدهم بالسلاح". كان يبدو أن النزاع آنذاك يشهد تحولاً، فقد تزعزع النظام بتاريخ 18 تموز بسبب عملية التفجير الكبيرة في دمشق وهجوم المتمردين على حلب. إن اللجوء إلى القصف الجوي، أعطى الأفضلية للنظام.
     تقوم الولايات المتحدة بمراقبة الأسلحة الخفيفة المُرسلة إلى المتمردين، وتأتي هذه الأسلحة بشكل أساسي من قطر والسعودية، وتمر عبر تركيا. ولكن واشنطن لا تُرسل إلا أجهزة للرؤيا والاتصال ووسائل للتدريب بالإضافة إلى المساعدة الإنسانية. ما زالت الولايات المتحدة تفرض حظراً على إرسال أسلحة مضادة للطائرات خوفاً من استخدامها ضدها مستقبلاً.
     استمر التمرد بإحراز بعض التقدم منذ الفيتو الرئاسي الأمريكي، ولكن بكلفة بشرية باهظة وعلى حساب تفتت المعارضة والراديكالية المُقلقة داخل صفوفها. دفعت هذه التطورات بالأوروبيين إلى مناقشة إمكانية رفع الحظر عن الأسلحة، هذا الخيار الذي تُدافع عنه بريطانيا بشكل أساسي وفرنسا بشكل أكثر اعتدالاً، ولكن الدول الاسكندنافية تعارضه. ومن المفترض أن يُناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي هذا الخيار بتاريخ 18 شباط.
     قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة مع CBS في نهاية شهر كانون الثاني: "لن نخدم أحداً عندما نتسرّع قبل التفكير، وعندما نتحمل مسؤولية بعض الأمور بدون التفكير بجميع نتائجها".
     يبدو أن تغيير بعض الوزراء الهامين في الحكومة الأمريكية قد شجع على الكشف عن هذا الاختلاف الذي بقي سرّاً حتى الآن. أظهر تردد الإدارة الأمريكية حيال الانخراط عسكرياً وبشكل علني خوفها من معارضة الرأي العام. قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الجمعة 8 شباط: "نحن ندرس بعض الإجراءات، ولاسيما الدبلوماسية منها، التي يمكن اتخاذها من أجل السعي إلى تخفيف العنف".
     يؤكد أنصار تسليح المتمردين في واشنطن أنه الوسيلة الوحيدة لكي يكون للولايات المتحدة نفوذ حقيقي في دمشق في حال تغيير السلطة فيها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق