الصفحات

الخميس، ١٧ تموز ٢٠١٤

(سورية: الأسد يؤدي القسم ويهدد الدول الغربية)

صحيفة الفيغارو 17 تموز 2014


 حذر الرئيس السوري أن الدول الغربية والعربية التي تدعم التمرد ستدفع "ثمناً غالياً جداً" لذلك، أثناء تنصيبه أمام النواب المجتمعين في القصر الجمهوري لأسباب أمنية. أدى بشار الأسد  القسم على القرآن من أجل ولاية ثالثة، وذلك بعد شهر ونصف من الانتخابات التي وصفها معارضوه بأنها "مهزلة". دمرت الحرب الأهلية بلده، وأدت إلى مقتل أكثر من مئة وسبعين ألف شخص، ولكن رئيس الدولة أكد أن نظامه "لن يتوقف عن محاربة الإرهاب في جميع أنحاء سورية". كما دعا إلى "حوار وطني"، ولكنه استثنى المعارضة الخارجية التي وصفها بأنها "قوى لم تبرهن على وطنيتها".

(سورية: مناهج دراسية ثورية)

مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 17 تموز 2014

     لن يدرس الأطفال السوريون في منطقة الحسكة التي يديرها المتمردون في شمال سورية أمجاد حزب البعث بعد اليوم. قامت السلطات المحلية بتعديل المناهج الدراسية لإضافة تعليم القيم الديموقراطية وتاريخ الأكراد ولغتهم. أعلنت وزارة التربية في دمشق أنها لن تعترف بهذه الشهادات، ولكن هذه التعديلات ستدخل حيز التنفيذ مع عودة الأطفال إلى المدارس في نهاية هذا الصيف. هناك بعض المبادرات المشابهة في بعض المناطق السورية الأخرى.


الأربعاء، ١٦ تموز ٢٠١٤

(الأمم المتحدة تسمح بدخول المساعدة الإنسانية إلى سورية بدون المرور عبر دمشق)

صحيفة اللوموند 16 تموز 2014 بقلم مراسلتها في نيويورك ألكسندرا جينيست Alexandra Geneste

     يعتبر خبراء الملف السوري أنها مبادرة دبلوماسية مبتكرة، ولكن تنفيذها على الأرض سيكون صعباً. تبنى مجلس الأمن بالإجماع يوم الاثنين 14 تموز قراراً ـ كتبته اللوكسمبورغ وأستراليا والأردن ـ  يسمح للوكالات الإنسانية بالعمل عبر الحدود الخارجية لسورية بدون موافقة دمشق، وذلك لمدة 180 يوماً. سبق أن صوت مجلس الأمن على قرار حول المنفذ الإنساني إلى سورية في شهر شباط الماضي، ولكنه ما زال رسالة ميتة لأن دمشق ترفض تنفيذه.
     طالب مجلس الأمن في شهر شباط الماضي بتسهيل إقامة منفذ إنساني عبر الطرق بشكل مباشر سواء عبر خطوط الجبهة أو انطلاقاً من الدول المجاورة. قال سفير فرنسا في الأمم المتحدة جيرار أرو Gérard Araud: "إذا كان القرار الجديد يؤكد على هذا المطلب، فإنه يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، لأنه يفتح أربعة معابر حدودية مع الدول المجاورة بعد أن كانت مغلقة حتى الآن. إن هذا الإجراء يمكن أن يكون حاسماً بالنسبة لمليوني سوري يحتاجون المساعدة". هذه المعابر الحدودية الأربع هي: باب السلام وباب الهوى في تركيا، واليعربية في العراق، والرمتا في الأردن. أشارت الأمم المتحدة إلى أنه من الممكن أن يستفيد من هذا القرار ما بين 1.3 و1.9 مليون شخص يقيمون في المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين.
     يفرض النظام السوري على الوكالات الإنسانية منذ أكثر من ثلاث سنوات إرسال شحناتها عبر دمشق قبل تسليمها، وغالباً ما تستفيد المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية من هذه المساعدات. يؤكد جيرار أرو على أن القرار رقم 2165 "ابتكر آلية جديدة لتفتيش القوافل لكي لا يكون هناك أي سبب لاعتراض السلطات السورية على عمل الوكالات الإنسانية". تشتبه دمشق أن القوافل الإنسانية تُستخدم كغطاء لتهريب الأسلحة إلى المتمردين. ترد الدول الغربية بالقول أن ذلك مستحيل. سيقوم فريق مستقل وتابع للأمم المتحدة بتفتيش الشاحنات في جميع الدول المجاورة المعنية قبل دخولها إلى سورية.
     سيتم اختيار حوالي ثلاثين موظفاً حكومياً بعناية، وسيتم اختيار جنسياتهم بموجب اتفاق ضمني بين الأمم المتحدة والنظام السوري والحكومات التركية والعراقية والأردنية، وستكون مهمتهم التحقق من محتويات القوافل، ووضع الأختام عليها، وإبلاغ دمشق بنتيجة تفتيشهم. يبقى إعداد قائمة بأسماء هؤلاء المفتشين الأمميين، ولكن من المتفق عليه سلفاً أنهم لا يمكن أن يكونوا من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن.

     يعتبر الدبلوماسيون أن هذه "الآلية للرقابة" تخلق سابقة لا مثيل لها، وأنها ثمرة خمسة أسابيع من المفاوضات. تم الحصول على موافقة روسيا والصين بعد التوصل إلى تسوية. وضع المشروع الأولي هذا القرار تحت الفصل السابع بشكل يسمح باللجوء إلى العقوبات أو إلى القوة في حال عدم احترامه، ولكن النص النهائي لم يعد يتضمن إلا بعض "الإجراءات الإضافية". بمعنى آخر، يحتاج فرض العقوبات أن يتم التصويت على قرار جديد، ولاشك أن موسكو ستتكفل بإفشاله.

(حماس تبدأ حرب الطائرات بدون طيار)

صحيفة الفيغارو 16 تموز 2014 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbruont

     المفاجأة الجديدة لحماس اسمها "أبابيل"، وهو اسم أول طائرة بدون طيار يستخدمها جناحها العسكري ضد إسرائيل التي اضطرت إلى إطلاق صاروخ باتريوت لإسقاط طائرة بدون طيار كانت تحلق فوق مدينة أشدود على بعد أربعين كيلومتراً شمال غزة. يمثل إطلاق هذه الطائرة تقدماً نوعياً جديداً للحركة الأصولية الفلسطينية في كفاحها ضد إسرائيل. تؤكد الدعاية الإعلامية الإسلاموية أن مهندسي حماس نجحوا في صنع "ثلاثة نماذج من طائرات التجسس بدون طيار" ونماذج قتالية أخرى قادرة على ارتكاب عمليات تفجير انتحارية.
     في الحقيقة، إن طائرة "أبابيل" ليست مفاجأة بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية. قام الجيش الإسرائيلي خلال هجومه الأخير على حماس عام 2012 بتدمير معمل لإنتاج الطائرات بدون طيار في غزة. كما قامت الشرطة الفلسطينية في شهر تشرين الأول الماضي باعتقال بعض الخبراء الأصوليين في الخليل أثناء قيامهم بتركيب طائرة بدون طيار مُحملة بالمتفجرات.
     تمثل هذه الطائرات بدون طيار ثمرة التعاون الذي بدأته حماس مع إيران وحزب الله في نهاية سنوات عام 2000. في ذلك الوقت، ربما قامت إيران بتسليم حماس عدة نماذج من طائرة "مهاجر" بدون طيار، وهذا ما فعلته مع حليفها حزب الله منذ عام 2004. قام مهندسو حماس بانتاج نماذج أخرى انطلاقاً من النموذج الإيراني. من سخرية القدر أن الإيرانيين أحسوا بالقلق على مصير النماذج الأولى لطائراتهم بدون طيار لدى الإسلاميين الفلسطينيين بعد قيام حماس بدعم المتمردين السوريين. كان الإيرانيون يخشون من قيام حماس بتسليمها إلى المتمردين السوريين. إنها مفاجأة سيئة تُذكر بالمفاجأة الأخرى خلال معركة القصير في شهر حزيران عام 2012 عندما اكتشف الجيش السوري أن حماس نقلت تقنيات حفر الأنفاق التي تعلمتها منه إلى معارضيه.

     حتى لو كانت هذه الطائرات بدون طيار لا تستطيع البقاء فترة طويلة في الأجواء الإسرائيلية بدون اكتشافها، فإن الحصول على هذه التكنولوجيا يعزز حماس في إرادتها بمواصلة القتال ضد الدولة العبرية التي ستواصل ملاحقتها لجميع مهندسي حماس وحزب الله الذين ينقلون هذه المعرفة. هذا ما حصل مع أحد قادة حزب الله حسان اللقيس الذي اغتيل بمسدس كاتم للصوت في مرآبه في بيروت خلال شهر كانون الأول الماضي.

الأحد، ١٣ تموز ٢٠١٤

(الارتباك الدولي تجاه التصعيد في غزة)

صحيفة اللوموند 13 تموز 2014 بقلم بنجامان بارت Benjamin Barthe

     يبدو أن المجتمع الدولي غير قادر في الوقت الحالي على الضغط على رئيس وزراء الدولة اليهودية على الرغم من مقتل أكثر من مئة فلسطيني أغلبهم من المدنيين. إن الدليل على ذلك هو البيانات الملتوية الصادرة عن قصر الإليزيه حول هذا الموضوع. اعتبر فرانسوا هولاند يوم الأربعاء 9 تموز أنه "يحق للحكومة الإسرائيلية اتخاذ جميع الإجراءات لحماية شعبها"، وذلك بعد محادثة هاتفية مع بنيامين نتنياهو. نشر قصر الإليزيه بيانه قبل عدة ساعات من الغارة الإسرائيلية التي قتلت تسعة فلسطينيين كانوا يشاهدون مباراة كرة القدم بين الأرجنتين وهولاندة في إحدى مقاهي غزة. انتقد اليسار هذا البيان بشده، واعتبره بمثابة إعطاء شيك على بياض لإسرائيل.
     تشير المعلومات التي حصلت عليها صحيفة اللوموند إلى أن نص هذا البيان تم إعداده بعد المساعي الملحة من قبل مكتب بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنه انزعج كثيراً من تصريح الناطق الرسمي باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول Stéphane Le Foll الذي أدان إطلاق القذائف من قبل حماس والقصف الإسرائيلي في الوقت نفسه. قامت الرئاسة الفرنسية بتعديل موقفها على مرحلتين من أجل تهدئة هذا الجدل. أولاً، دعا فرانسوا هولاند أثناء زيارته إلى مدينة رانس Reims الفرنسية يوم الخميس 10 تموز إلى "الحوار". ثم أصدر بياناً مساء اليوم نفسه، إثر المحادثة الهاتفية مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أشار فيه إلى "العدد الكبير من الضحايا الفلسطينيين" مؤكداً أنه "يجب إيقاف التصعيد".
     اعتبر الأستاذ الجامعي جوليان سالانغ Julien Salingue المختص بالمسألة الفلسطينية أن هذا الخطأ يكشف عن وجود "استقلالية في تصريحات قصر الإليزيه بالنسبة لتصريحات وزارة الخارجية الفرنسية" فيما يتعلق بهذا الملف. أضاف جوليان سالانغ قائلاً: "يشعر الرئيس بتعاطف شخصي مع إسرائيل، وشاهدنا ذلك خلال زيارته إلى القدس في شهر تشرين الثاني 2013، ولاسيما من حيث مراسيم الاستقبال الظاهرية". نفى مستشارو فرانسوا هولاند أي تراجع بالمقارنة مع المواقف الفرنسية التقليدية حول النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني، وأكدوا أن باريس كانت العاصمة الغربية الوحيدة التي أدانت اغتيال الشاب الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس الشرقية وحرقه حياً بتاريخ 2 تموز، وذكرت اسمه. أكد مصدر في قصر الإليزيه قائلاً: "جوهرياً، إن ذلك لا يُغير شيئاً. ما زال الموقف الفرنسي مبنياً على التوازن".
     على أي حال، يدل هذا الخلل على ارتباك الحكومات الأوروبية والأمريكية تجاه الوضع في غزة. إن التأكيد على "حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها" وعلى ضرورة "ضبط النفس"، كما تفعل جميع الحكومات الغربية تقريباً بدرجات متفاوتة، لا يكفي للتأثير على الأرض. لم يهتم أي طرف بعرض الوساطة الذي قدمه باراك أوباما بدون قناعة. يدل هذا الحذر ليس فقط على قرب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي من إسرائيل، بل يدل أيضاً على الملل المتزايد تجاه نزاع لا يتوقف. بالإضافة إلى نوع من الحيرة تجاه هذه المنطقة المضطربة من بغداد إلى بنغازي.
     تراهن باريس على انخراط قطر التي يقيم فيها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل وعلى تركيا التي تحمي الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط. من الممكن أن تجري مكالمة هاتفية بين فرانسوا هولاند ونظيره التركي رجب طيب أردوغان خلال عطلة نهاية الأسبوع.  


السبت، ١٢ تموز ٢٠١٤

(ماغنوس رانستورب: "حماس تسعى إلى إطلاق انتفاضة ثالثة")

صحيفة الفيغارو 12 تموز 2014 ـ مقابلة مع الباحث في كلية الدفاع السويدية في ستوكهولم ماغنوس رانستورب Magnus Ranstorp الذي يتابع الحركات الإسلامية منذ عشرين عاماً ـ أجرى المقابلة جورج مالبرونو Georges Malbrunot

سؤال: ما هي إستراتيجية حماس؟
ماغنوس رانستورب: تجسد حماس المقاومة ضد إسرائيل، ولا تريد إظهار ضعفها. الإسلاميون ليس لديهم أي شيء يخسرونه، ولم يحصلوا على شيء من حكومة الوحدة الوطنية مع فتح محمود عباس. تود حماس إطلاق انتفاضة ثالثة مستفيدة من اشتعال الشرق الأوسط، وأن يمتد التمرد إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية بعد الصدمات في بغداد وسورية. عندما سألت القادة الرئيسيين لحماس حول ولادة دولة إسلامية في فلسطين، أجابونني بأنهم لا يستطيعوا لوحدهم  القيام بذلك، وأنه لن يكون ممكناً إلا مع عدم استقرار مصر والأردن. خسرت حماس مصر محمد مرسي، ولكن بقي لها الأردن الذي سيواجه صعوبات جدية في حال سقوط سورية بأيدي الإسلاميين. تعرف إسرائيل جميع هذه الخطط، ولهذا السبب اعتقل الجيش الإسرائيلي أكثر من ثلاثمائة إسلامي في الضفة الغربية وأغلق بعض المراكز الاجتماعية وصادر الأسلحة بعد اغتيال الشباب الإسرائيليين الثلاثة في الخليل. يريد الإسرائيليون إضعاف حماس قبل العملية العسكرية ضد غزة.
سؤال: كيف يستعد الإسلاميون للهجوم البري الإسرائيلي؟
ماغنوس رانستورب: تريد حماس جذب إسرائيل إلى عملية برية في غزة. ما زال جناحها العسكري قوياً مع خمسة وعشرين ألف عنصر على الرغم من الضعف الذي أصاب الحركة خلال السنوات الماضية. لقد بدؤوا بتفخيخ الطرقات والمنازل والأنفاق التي كانوا يبنونها بين قطاع غزة والدولة العبرية. سيكون الجنود الإسرائيليون مضطرين للمغامرة بدخولها، وهم مترددون. بلغ عدد الجنود الاحتياط الذين دعاهم الجيش الإسرائيلي أربعين ألفاً، وهو عدد أقل بكثير من الذي دعاهم في الهجوم الأخير عام 2012 (75000 جندي احتياط). من المفترض أن يكون هجوماً برياً محدوداً مع توغلات للقوات الخاصة للقضاء على منصات إطلاق الصواريخ وتصفية أهم قادة الجناح العسكري. ولكن من جهة أخرى، تعرف حماس أنه إذا قامت إسرائيل بتصفيتها، فإن الدولة العبرية ستجد أمامها المجموعات السلفية والجهادية الأكثر راديكالية من حماس، وهي تحت سيطرة حماس حالياً.
سؤال: كيف تنجح حماس في إعادة بناء ترساناتها بعد كل عملية عسكرية إسرائيلية؟
ماغنوس رانستورب: إن كوادرها العسكرية حاذقون. إنهم يستخدمون طرق التهريب، واستفادوا من تواجد بعض المدربين الإيرانيين من حرس الثورة في غزة عندما كانوا في أوج قوتهم اعتباراً من عام 2007. استطاعت حماس إصلاح علاقاتها مع طهران بعد القطيعة السياسية مع إيران عام 2012. الإيرانيون لا يحبون رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الذي يعيش في قطر، ولكن حماس أرسلت مبعوثين آخرين إلى طهران.
سؤال: هل ما زال عماد العلمي ممثل حماس في إيران؟
ماغنوس رانستورب: إنه على رأس قائمة الذين تسعى إسرائيل إلى تصفيتهم. يجب ألا ننسى أن الحلف الثلاثي المقدس بين إيران وسورية وحماس ما زال يعمل على صعيد إرسال الأسلحة. نرى ذلك مع صواريخ M302 المصنوعة في سورية، وما زالت تصل إلى غزة. وهناك أيضاً حزب الله الذي يساعد حماس على تصميم قذائفه الصاروخية. ما زالت العلاقات بين حماس وحزب الله موجودة حتى لو كانت هذه العلاقات متوترة بينهما بسبب مواقفهما المختلفة تجاه سورية، وحتى لو كان حزب الله لا يريد إشعال الحدود الشمالية مع إسرائيل. ما زال ممثل حماس أسامة حمدان موجوداً في بيروت.
سؤال: كيف سينتهي هذا الهجوم؟

ماغنوس رانستورب: تأمل حماس أن تكون قواعد اللعبة  الناجمة عن وقف إطلاق النار أكثر ملاءمة لها من تلك التي ورثتها بعد الهجوم الأخير عام 2012. ستطالب حماس بمنفذ أفضل إلى مصر والإفراج عن عناصرها الذين اعتقلهم إسرائيل قبل فترة قصيرة بعد أن أفرجت عنهم عام 2011 في إطار عملية مبادلة جلعاد شاليط. ولكن إسرائيل ترفض الحديث عن وقف اطلاق النار حتى الآن.

(الأهداف الجهادية: برج إيفل ومتحف اللوفر والمهرجانات...)

الموقع الإلكتروني لصحيفة لوباريزيان Le Parisien 9 تموز 2014 بقلم إليزابيت فلوري Elisabeth Fleury

     كان علي م. (29 عاماً) يطلق على نفسه اسم أبو ناجي في الموقع الإسلامي شموخ الإسلام (Shoumouk al Islam). إنه جزائري ومتزوج وأب لطفلين، قام بإعداد مشاريع عمليات تفجير في فرنسا مع أحد أهم مسؤولي تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تحت اسم رضوان 18، وذلك بمساعدة برنامج تشفير وبريد الكتروني مخصص لهذه الغاية. تم اكتشاف هذه المشاريع بعد اعتقال  علي م. تم فك شيفرة هذه الرسائل قبل عام، وتبعث قراءاتها على الرعب. يقيم علي م. في منطقة Vaucluse الفرنسية، ويعمل لحاماً لبيع لحم الحلال. كان علي م. يستعد للذهاب إلى جنوب الجزائر. قالت محاميته دافنيه بوغليزي Daphné Pugliesi: "أحس بالارتياح بعد اعتقاله".
     طُلِب من أبو ناجي بتاريخ 1 نيسان 2013 إرسال "بعض الاقتراحات حول التوجه اللازم اتخاذه للنشاط الجهادي في المكان الذي يقيم فيه". في اليوم التالي، نفذ أبو ناجي الأمر، وأرسل رسالة الكترونية طويلة كتب فيها: "إن الهدف الذي يستحق استهدافه هو الشعب الفرنسي المتواضع والفقير"، وأشار إلى أن هؤلاء الضحايا المستقبليين يرتادون البارات والأسواق "وبعض المدن الصغيرة والملاهي الليلية". اقترح أبو ناجي بشكل خاص تجنب المراكز التجارية حرصاً على حياة المسلمين. بالمقابل، من الممكن نصب الكمائن ضد دوريات الشرطة والجيش. كما يمكن استهداف المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية أو الطائرات في لحظة إقلاعها. تطرق أبو ناجي إلى الآثار التاريخية مثل "برج إيفل ومتحف اللوفر"، وتحدث عن "المهرجانات الثقافية التي تجري في جنوب فرنسا ويتجمع فيها آلاف المسيحيين خلال شهر كامل. تكتظ الشوارع بالكثير من الأشخاص، وبإمكان مجرد قنبلة يدوية أن تجرح عشرات الأشخاص. بإمكانكم أن تتصورا إذا كانت عبوة مفخخة"، ولكنه لم يذكر مهرجان أفينيون بالاسم.
     ظهر واضحاً أن رضوان 18 كان راضياً عن جواب أبو ناجي، وأراد امتحان قدراته على التجنيد، وسأله بتاريخ 6 نيسان: "هل تستطيع الاتصال مع بعض الإخوة الذين لديهم اتصالات مع إخواننا في الصحراء الإفريقية؟". تحدث أبو ناجي في رسالة مؤرخة بتاريخ 18 نيسان عن "الأخ بلعبس Bel Abbes" والعديد من الآخرين "الراغبين بالانضمام إلى المنظمة". سأله رضوان 18 مباشرة: "كم عددهم؟ أين يقيمون؟ هل يعرفون استخدام السلاح؟ هل سبق لهم التعرض لملاحقة الطغاة؟". أجابه أبو ناجي بحذر: "يوجد الكثير من الإخوة، ولكن لا أعرف فيما إذا كانوا يريدون الجهاد". بعد مضي أسبوع، قام رضوان 18 بدعوة أبو ناجي و"أخيه بلعبس" للانضمام إلى القوات في الميدان لمدة عشرة أيام "من أجل الاستفادة من  الخبرة العسكرية للإخوان والتدريب على تقنيات القتال"، وأكد رضوان 18 قائلاً: "وبعد ذلك، ستعودان إلى البلد الذين تقيمون فيه وتنتظرون التعليمات".
     كان رضوان 18 واضحاً: إنه لا ينتظر أية مساعدة مالية من قبل الشخص الذي جنده، وكتب إلى أبو ناجي بتاريخ 18 نيسان: "لسنا في حالة ضيق عندما يتعلق الأمر بإدارة نشاطاتنا. نحن ننتظر منك إنشاء شبكة وستكون قائدها تحت راية المنظمة". تشمل المهمة التي كُلف بها أبو ناجي في المرحلة الأولى أن يقوم "بتحديد الأهداف وجمع المعلومات". في المرحلة الثانية، "سيكون من الضروري أن تحضر لمقابلتنا بهدف التخطيط معاً للمشروع". اقترح رضوان 18 على أبو ناجي أن يأتي إلى تونس نظراً لأن السلطات الجزائرية تلاحق أبو ناجي.
     كتب أبو ناجي بتاريخ 1 أيار: "إن الأمر الهام الذي يجب تذكره هو أنني مستعد وجاهز جداً بفضل الله"، وكان مصمماً على الذهاب للمشاركة في التدريبات. حصل أبو ناجي على بطاقة الطائرة بتاريخ 17 حزيران، وأعرب عن سروره قائلاً: "سأصل إلى العاصمة التونسية بتاريخ 22 تموز". ولكن تم اعتقاله بعد ثمانية أيام من كتابته لهذه الرسالة. قال أحد ضباط الإدارة العامة للأمن الداخلي DGSI: "إن اعتقال أبو ناجي قبل عدة أسابيع من مغادرته هو الذي منعه من الذهاب إلى الجزائر"