الصفحات

الثلاثاء، ١٩ شباط ٢٠١٣

(في البقاع، ملجأ بارد جداً للسوريين)


صحيفة الليبراسيون 19 شباط 2013  بقلم مراسلها في سهل البقاع بلبنان توما أبغرال Thomas Abgral

     تعيش (زهرة) في غرفة مساحتها عشرين متراً مربعاً في بناء لم ينته بناءه، إنها ربة منزل جاءت من حمص مع زوجها وأطفالها الأربعة وعائلة شقيقتها. إنهم 11 شخصاً يعيشون منذ أسبوع في هذه الغرفة بقرية مجدل عنجر الواقعة على بعد أقل من كيلومتر من الحدود السورية. تعيش هاتان العائلتان ظروفاً حياتية وإنسانية صعبة جداً بالإضافة إلى البرد القارس الذي لم يشهد لبنان مثيلاً له في السنوات الماضية.
     ما زالت العائلتان تنتظران منذ عدة أشهر تسجيل أسمائهم لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR)، ولم تحصلا حتى الآن على أية مساعدة باستثناء بعض المساعدات المادية المتفرقة من قبل الجمعيات الإسلامية المحلية. جاءت هذا اليوم منظمة "إنقاذ الأطفال" غير الحكومية (Save the children) لتقويم احتياجات العائلتين، إنها أول منظمة دولية تأتي إلى هنا. قالت ميس بلخي، التي تقوم بإدارة برنامج هذه المنظمة الحكومية لعزل الأبنية السكنية: "الوضع الإنساني مأساوي. إن تحرك المنظمات غير الحكومية على الأرض ما زال بطيئاً جداً لمواجهة التدفق الكبير للاجئين". أشارت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين السوريين في لبنان تجاوز المئتي ألف شخص، منهم 63000 لم يتم تسجيلهم حتى الآن.
     بدأت تجمعات الخيم تتزايد في مختلف أنحاء سهل البقاع. تتزايد هذه المخيمات عادة خلال فصل الصيف لكي تستقبل الفلاحين السوريين القادمين من حلب وحماة وحمص، يعمل هؤلاء الفلاحين كعمال زراعيين ثم يعودون إلى سورية في فصل الخريف. ولكن أغلب هذه الخيم بقيت خلال فصل الشتاء بسبب المعارك.
     يبدو أن الحكومة اللبنانية تُغلق عيونها عن هذه المخيمات، على الرغم من أنها منعت إنشاء مخيمات للاجئين كما حصل في تركيا والأردن، وذلك لكي لا يتكرر سيناريو المخيمات الفلسطينية. قال أحد العاملين الإنسانيين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة: "قامت السلطات فعلاً بإزالة بعض الخيم في البقاع، ولكن بدون تصميم كبير. تعرف الحكومة اللبنانية تماماً الوضع الطارىء حالياً، وأنه ليس هناك حل آخر".
     قامت بلدية المرج في البقاع رسمياً بإنشاء مخيم مؤقت يضم أربعين خيمة، وذلك بتمويل من المنظمة الدولية للإغاثة الإسلامية، وهي جمعية خيرية سعودية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق