الصفحات

السبت، ٢٣ شباط ٢٠١٣

(الأسلحة في سورية، وسيلة للضغط من أجل التفاوض)


موقع الأنترنت لصحيفة الفيغارو 22 شباط 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     إنها الشكوى نفسها تقريباً من ضواحي دمشق إلى إلى حلب المُتفجرة، قال أحد المتمردين في العاصمة (أنور) مُتوسلاً: "يجب أن يقوم الغرب بإعطائنا السلاح لإسقاط بشار الأسد". مع آفاق المفاوضات التي يمكن أن تجري قريباً بين الطرفين، هناك شعور مُزعج للكثير من المتمردين بأن "حنفية الذخيرة" قد تم إغلاقها مرة أخرى باستثناء المقاتلين الأكثر راديكالية والجهاديين الذين يتمتعون بتدفق مستمر من الأسلحة والمال. يقوم المجلس العسكري الأعلى (للثورة) بإرسال أسلحة خفيفة بشكل متقطع إلى المتمردين ولاسيما بنادق الكلاشينكوف. تم إنشاء هذا المجلس في نهاية العام الماضي، وكان من المفترض أن يُشكّل نوعاً من هيئة الأركان الوطنية للتمرد، وأن يكون قادراً على مواجهة  مكوناته الجهادية الراديكالية التي تتقدم في شمال سورية.
     قال أحد المتمردين في إدلب باتصال هاتفي: "إن سمعتنا جيدة، ويعرف مجلس الجنرال سليم إدريس أننا لن نبيع هذه الأسلحة من أجل المال". إن هذه التجارة مُقلقة بما فيه الكفاية لكي تُوصي إحدى أجهزة الاستخبارات الأوروبية في تقرير حديث لها بالحد من تدفق الأسلحة القادمة من تركيا إلى المتمردين من أجل تجنب بيعها إلى الجيش النظامي أو إلى مجموعة جبهة النصرة الجهادية. وأضاف هذا المتمرد متأسفاً: "لا يمكن القيام بأي شيء. يقوم الغرب الذي يسيطر على الأسلحة بإغلاق الحنفية عندما يريد. لا يعطوننا السلاح إلا بالقطّارة، كما لو أننا نعطي دجاجة لخمسين رجلاً جائعاً". لن يكون هناك أية فرصة أمام هذا المتمرد وأصدقائه لإسقاط مدينة إدلب بدون أسلحة مضادة للدبابات بشكل أساسي.
     ما زال النظام يُسيطر على مدينة إدلب، وتمت إقامة عدة حواجز لمراقبة مداخل المدينة، كما قام بعض المتمردين السنة بمحاصرة بعض القرى الشيعية مثل كفرايا والفوعة. وما زالت المسطومة وأريحا تحت سيطرة الجيش النظامي. اعتبر أحد الناشطين في إدلب أن القرى التي يسيطر عليها الجيش النظامي لا تُمثل شيئاً كبيراً على الصعيد السكاني، ولكنها تُمثل شيئاً كبيراً من الناحية الرمزية. وأشار إلى أن تحرير إدلب يعني تحرير المنطقة بأسرها.
     استخلص المتمردون الدروس من فشلهم في حمص وحلب، قال أحد المتمردين: "فكّرنا بدخول إدلب لكي نبدأ المعركة بتحرير الأحياء واحداً تلو الآخر. ولكنني كنت بين الذين عارضوا ذلك لأنه يمثل خطراً بتدمير المدينة بأسرها التي ستتعرض لقصف الجيش من الخارج. هذا ما حصل في معرة النعمان وحلب وحمص.إن إستراتيجيتنا الآن هي التحرير من الخارج. ولكن قبل ذلك، يجب الانتهاء من المدن المحيطة، وعندها فقط سندخل إلى إدلب. لن نستفيد شيئاً بالتسرّع. نحن بحاجة لعدة أشهر إضافية لإسقاط إدلب. المشكلة الدائمة هي الأسلحة".
     تحدث (أنور) في دمشق بشكل مشابه، وقال: "لدينا انطباع بأن الغرب وحتى الدول العربية التي تدّعي مساعدتنا مثل قطر والسعودية، يلعبون معنا. عندما يرون أن بشار يتقدم، يرسلون لنا الأسلحة الخفيفة. ثم يتوقفون عن إرسال الأسلحة كما لو أنهم لا يرغبون حقاً بوصول الثوار إلى السلطة في سورية. يبدو لنا أن الهدف واضح، وهو شراء حل سياسي. إنهم يريدون إجبارنا على الجلوس أمام طاولة المفاوضات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق