صحيفة الفيغارو
11 شباط 2013 بقلم مراسلتها في لبنان
سيبيل رزق Sibylle Rizk
قام الكاردينال اللبناني بشارة الراعي بزيارة
تاريخية إلى دمشق بمناسبة تنصيب البطريرك الجديد للروم الأرثوذوكس يوحنا يازجي. إنها
المرة الأولى التي يقوم فيها بطريرك ماروني بزيارة سورية منذ عام 1943. أثارت هذه
الزيارة ردود فعل مختلفة جداً في لبنان، فقد رحّب أنصار الجنرال ميشيل عون بهذه
الزيارة الرمزية، كما عبّر ميشيل سليمان عن دعمه لهذه الزيارة مؤكداً على طابعها
الديني. أشار المعارضون اللبنانيون ضد بشار الأسد إلى أن زيارة الكاردينال
اللبناني إلى سورية تُمثل تضامناً ضمنياً مع نظام يقوم بقمع دامي ضد خصومه.
يُمثل المسيحيون في سورية أقل من 5 % من السكان.
يتهمهم البعض بدعم الأسد بسبب خشيتهم من الخضوع مستقبلاً لنظام يُسيطر عليه الإسلاميون،
ويؤكد البعض الآخر على أنهم ضحايا للدكتاتورية البعثية التي نجحت في الحصول على
دعم الجزء الأكبر من رجال الدين المسيحيين و"خنق أي نوع من الحياة المسيحية
الحقيقية". على أي حال، لم ينج المسيحيون من العنف الذي أدى إلى مقتل أكثر من
ستين ألف شخصاً ونزوح حوالي مليوني شخص.
قال
أحد المتخصصين بالتاريخ الماروني: "ليس من قبيل الصدفة أن يختار البطريرك
الماروني المشاركة في هذا التنصيب. إن رجال الدين المسيحيين في الشرق (شارك أيضاً
بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام في هذا التنصيب) يُظهرون علناً دعمهم
ووحدتهم في هذا الوقت الصعب".
شارك
في مراسيم التنصيب وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام ونائب وزير الخارجية فيصل
المقداد، وتبادل البطريرك بشارة الراعي بعض الكلمات معهما. اعتبر منتقدو البطريرك
الماورني أنه إذا كان البطريرك لم يدعم الأسد بشكل علني، فإن مواقفه قريبة من
مواقف الرئيس السوري. قال البطريرك بشارة الراعي: "إن الإصلاحات ضرورة، ولكن
لا يجب استيرادها من الخارج، بل يجب أن تأتي من الداخل عبر الحوار والاتفاق".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق