الصفحات

الجمعة، ١ شباط ٢٠١٣

(إسرائيل قامت بغارة جوية على سورية)


صحيفة اللوموند 1 شباط 2013 بقلم مراسلها في إسرائيل لوران زوكيني Laurent Zecchini

     لن تُعطي الحكومة الإسرائيلية تفاصيلاً عن طبيعة العملية العسكرية التي قامت بها طائراتها المقاتلة في الأراضي السورية مساء يوم الثلاثاء 29 كانون الثاني، ولكن لا شك بأن هذه العملية كانت تستهدف موقعين عسكريين. أشارت عدة مصادر أمنية إسرائيلية وأمريكية إلى أن إسرائيل قامت بضربات جوية ضد قافلة شاحنات مُحملة بالأسلحة في المنطقة الحدودية بين سورية ولبنان.
     من الممكن التقريب بين هذه العملية والتحذيرات المتعددة التي أطلقها المسؤولون الإسرائيليون في الأيام الأخيرة حول خطر نقل أسلحة تقليدية وكيميائية سورية إلى حزب الله، وتصميم إسرائيل على منع مثل هذا السيناريو.
     شاركت حوالي 12 طائرة إسرائيلية على عدة موجات في هذه الغارة. تقوم الطائرات الإسرائيلية بالتحليق فوق جنوب لبنان بشكل شبه يومي من أجل مراقبة المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الله ولكي تكون رادعاً في الوقت نفسه.
     حسب فرضية مهاجمة قافلة للأسلحة، كانت هذه القافلة مُحملة بصواريخ أرض ـ جو متوسطة المدى من طراز SA-17 الروسية الصنع. تعتبر إسرائيل أن حصول حزب الله على مثل هذه الصواريخ القادرة على إصابة طائراتها، يُمثل تهديداً إستراتيجياً بإمكانه عرقلة العمليات الجوية في جنوب لبنان.
     إن وجود الترسانة الكيميائية السورية يُعطي المصداقية إلى فرضية ضربة إسرائيلية ضد مركز البحث الإستراتيجي في جمرايا، ولا تتناقض هذه الفرضية مع فرضية الهجوم على قافلة الشاحنات. أشارت الصحافة الإسرائيلية أن أن هذا المركز هو مركز الدراسات والبحوث العلمية CERS المعروف بعمله في تطوير الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. ويشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق من هذا المركز منذ فترة طويلة. وكان المدير السابق لمكتب مكافحة الإرهاب في إسرائيل نيتزان نورييل Nitzan Nouriel قد هدد عام 2010 بأنه سيتم تدمير مركز الدراسات والبحوث العلمية، إذا استمر في تسليح المجموعات الإرهابية.
     أشار الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمنون سوفران Amnon Sofrin، الذي كان مدير الموساد حتى عام 2008، إلى أن حزب الله يملك مخزوناً من الأسلحة الكيميائية في سورية، وأنها تحت سيطرته، وأنه يسعى إلى إعادتها إلى لبنان بسبب الفوضى المتزايدة على الجانب الآخر من الحدود. واعتبر هذا الجنرال التي قابلته صحيفة اللوموند يوم الأربعاء 30 كانون الثاني أن القيام بعملية عسكرية جوية لتدمير مخزون الأسلحة الكيميائية، يُمثل خطراً كبيراً على السكان والبيئة. وأضاف بأنه يعتقد بأن نقل الأسلحة الكيميائية لم يحصل حتى الآن. كما أوضح آمنون سوفران أن سورية قادرة على استخدام السلاح الكيميائي عن طريق إدخاله في قنابل يتم إلقاءها من الطائرات، أو عن طريق إدخاله في رؤوس صواريخه البالستية من طراز سكود. ثم أضاف بأن دمشق استطاعت نقل "عدد قليل" من صورايخ سكود إلى حزب الله قبل سنتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق