الصفحات

الأربعاء، ٢٧ شباط ٢٠١٣

(الحظر على الأسلحة إلى سورية لا يُعاقب إلا معارضي نظام الأسد)


صحيفة اللوموند 27 شباط 2013 ـ مقابلة مع الجنرال سليم إدريس ـ أجرى المقابلة مراسلها الخاص في استانبول بنجامان بارت Benjamin Barthe

     الجنرال سليم إدريس (54 عاماً) هو رئيس الجيش السوري الحر، كان أستاذ الإلكترونيات في الأكاديمية العسكرية بحلب، وانشق في شهر تموز 2012. أصبح رئيس الجيش السوري الحر في شهر كانون الأول 2012. إنه يتنقل بين محافظة إدلب التي أنشأ فيها نواة هيئة أركان المتمردين، وبين استانبول التي يدعو فيها الدبلوماسيين الغربيين إلى تأييد تسليح المعارضة.
سؤال: اجتمع وزراء الخارجية الأوروبيون في بروكسل يوم الاثنين 18 شباط، ولم يتوصلوا إلى الاتفاق على رفع الحظر على الأسلحة عن سورية، وهو شرط لا غنى عنه من أجل تزويد المتمردين بالمعدات العسكرية. ما هي ردة  فعلكم؟
سليم إدريس: إنه أمر مُحزن. إن الحظر على الأسلحة لا يُؤثر على النظام المدعوم عسكرياً من قبل روسيا وإيران. نعرف أن هناك سفينة روسية  تصل إلى طرطوس كل أسبوع، وتقوم بتفريغ أكثر من طن من الأسلحة والذخيرة. إن الحظر لا يُعاقب إلا المعارضين وأولئك الذين يُقتلون والمدن التي تتعرض للقصف. هذا هو الواقع. آمل أن يتوصل الاتحاد الأوروبي في النهاية إلى تغيير موقفه. من المفترض أن يناقش الاتحاد الأوروبي هذا الموضوع مرة أخرى بعد ثلاثة أشهر. ولكن كم عدد السوريين الذين سيُقتلون بانتظار ذلك؟ 15000؟ 30.000؟
سؤال: بماذا تردون على الدول الأوروبية مثل ألمانيا والدول الاسكندنافية التي تخشى من أي يؤدي إرسال الأسلحة إلى تفاقم الفوضى السائدة في سورية؟
سليم إدريس: هاجمنا قبل عدة أسابيع قاعدة الجرّاح الجوية في منطقة إدلب. لقد نجح الهجوم خلال خمس ساعات لأننا كنا نملك المعدات الملائمة التي حصلنا عليها من قواعد الجيش السوري التي استولينا عليها سابقاً مثل: المدافع عيار 130 ملم وراجمات قذائف كورية عيار 107 ودبابات روسية طراز T52 وT62. ولكن قواتنا العسكرية التي تُحاصر ثكنة وادي ضيف العسكرية، تراوح في مكانها منذ 35 يوماً بسبب نقص الذخيرة. يأتي العشرات من قادة الكتائب يومياً إلى مكاتبنا بمنطقة إدلب للحصول على الذخيرة. بشكل عام، لا نستطيع إعطاءهم أكثر من ألف أو ألفي طلقة كلاشينكوف، في حين أنهم يطالبون بخمسين أو مئة ألف طلقة.
سؤال: ولكن السعودية وقطر لا تخفيان رغبتهما بتسليح المعارضة...
سليم إدريس: لم نتلق أي سلاح من قبلهما. نتلقى مساعدة إنسانية وطبية، ولكننا لا نتلق الأسلحة التي نحتاجها بشكل عاجل مثل: راجمات القذائف أرض ـ جو أو الصواريخ المضادة للدبابات. نحن لا نملك حتى أجهزة اتصالات بعيدة المدى. يبدو أن الدول الغربية تنتظر حتى يتدمر بلدنا بشكل كامل لكي يأتوا لمساعدتنا.
سؤال: أظهرت أفلام الفيديو التي يضعها المتمردون على الأنترنت، وجود معدات أكثر تطوراً من المعتاد، ولا يبدو أنها جاءت من مستودعات الجيش السوري...
سليم إدريس: إنها الأسلحة التي نشتريها من التجار المتخصصين والتي تدخل إلى سورية عبر العراق. أما بقية ترسانتنا فتأتي من الجيش السوري مثل الأسلحة التي تم الحصول عليها من المواقع التي قمنا بالاستيلاء عليها أو الأسلحة التي تم شراؤها من الضباط. وافقت مؤخراً إحدى وحدات القوات الخاصة المنتشرة غرب حلب على التنازل عن أسلحتها مقابل رشوة كبيرة.
سؤال: كشفت الواشنطن بوست في رسالة مؤرخة بتاريخ 4 شباط أنكم طلبتم مساعدة واشنطن لإنشاء وحدات خاصة...
سليم إدريس: لم نتلق جواباً على هذا الطلب. في الوقت الحالي، إن التأهيل الوحيد الذي تقبل الولايات المتحدة تقديمه يتعلق بالحق الإنساني الدولي. ولأسباب أجهلها، تعتقد الأطراف الأمريكية التي أحاورها أنه هام جداً. نحن نطلب أسلحة، ولكن كل ما يقترحونه هو دورات في الحق  الإنساني.
سؤال: طلبتم في هذه الرسالة أيضاً تدريب رجالكم على تأمين مخازن الأسلحة الكيميائية...
سليم إدريس: إن استعادة وتأمين هذه المخازن يُشكل جزءاً من أولوياتنا. لا أنصح الدول الغربية بالقيام بمثل هذه العمليات. إن تنظيم القاعدة والمجموعات الجهادية العاملة في سورية، ستُفسر ذلك على أنه احتلال. وسيحثهم ذلك على الانقلاب ضد القوات الغربية. سيكون ذلك قراراً كارثياً من قبلهم.
سؤال: هل الأسلحة التي تتلقاها المجموعات الجهادية أكثر مما يتلقاه الجيش السوري الحر؟
سليم إدريس: لديهم أسلحة جيدة، ولكن لا يجب المبالغة بدورهم. لم تقم جبهة النصرة لوحدها بالهجمات على القواعد العسكرية في شمال سورية مثل الهجوم على تفتناز، بل شاركت فيها مجموعات أخرى تابعة للجيش السوري الحر.
سؤال: هل هناك تقدم في هيكلة الجيش السوري الحر؟ هناك انطباع على الأرض بأن كل كتيبة لا تفعل إلا ما برأسها...
سليم إدريس: بنينا هيكلية بخمس جبهات: الجبهة الشمالية حول حلب والشرقية في دير الزور والمنطقة الساحلية والمنطقة الوسطى حول حمص والجنوب. ألتقي بقادة الجبهات الخمس بشكل منتظم، ونخطط للعمليات المستقبلية. ولكن ليس هناك قيادة مركزية. ما زال المدنيون يُشكلون أكثر من  70 % من الجيش السوري الحر. إن رؤساء الكتائب والوحدات هم الذين يقررون الهجمات التي يجب شنّها بالاتفاق مع القيادات في كل جبهة، لأنهم يعرفون الأرض بشكل أفضل. ولكنهم يتحدثون معي قبل البدء بالهجوم، ونحاول التنسيق فيما بيننا.
سؤال: هل تدعمون مبادرة رئيس الإئتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب الذي قال بأنه مستعد للحوار مع ممثلين عن النظام لم تتلوث أيديهم بالدماء؟
سليم إدريس: أدعم جميع المبادرات الهادفة إلى حل الأزمة السورية، ولكن الشرط المسبق لأية مفاوضات يجب أن يكون رحيل الرئيس بشار الأسد.
سؤال: هل يقترب الهجوم على دمشق؟
سليم إدريس: لم نصل إلى هذا الحد حتى الآن. لم يتم الإعداد بشكل جيد للهجوم الذي قام به المتمردون في شهر تموز الماضي والذي فشل بسرعة. نحن نعمل من أجل القيام بهجوم نوعي سيصدم النظام وسيُحقق لنا تقدماً على الأرض. سيستغرق ذلك الوقت اللازم، ولكننا سننتصر في  النهاية حتى ولو لم تصلنا الأسلحة. يُظهر التاريخ أن إرادة الشعوب هي التي تنتصر دائماً في مواجهة الدكتاتوريين.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق