الصفحات

الخميس، ٧ شباط ٢٠١٣

(سورية: تسليح المعارضة؟)


مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 7 شباط 2013 بقلم رونيه باكمان René Backmann

     لم يعد أمام وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إلا ثلاثة أسابيع لكي يقرروا فيما إذا كانوا يريدون رفع أو تعديل الحظر على إرسال الأسلحة إلى سورية. هناك عدة عواصم تؤيد استمرار العقوبات، أما لندن وباريس فتُفكران بتعديل الحظر بشكل يسمح لهما بتسليح المعارضة وتفضيل المخرج السياسي في الوقت نفسه. هذا ما أكده وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ عندما قال: "لا أستبعد أي خيار لإنقاذ حياة الناس وحماية المدنيين في ظل غياب عملية انتقالية سياسية". تدرس باريس هذا الخيار، ولكنها تريد قبل أن تقترحه، التأكد من أن الإئتلاف الوطني السوري قادر على السيطرة على نفوذ التيارات والمجموعات الإسلامية المقاتلة التي تم اعتبار نفوذها مُقلقاً.
     ليس هناك أي مسار نحو الحل، وذلك على الرغم من  تصريح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف الذي اعتبر أن بشار الأسد ارتكب "خطأ ربما يكون قاتلاً" بسبب تأخره في الإصلاحات السياسية، وعلى الرغم من عروض الحوار التي اقترحها رئيس الإئتلاف الوطني السوري معاذ الخطيب مع دمشق، وعلى الرغم من اللقاءات الأخيرة بين معاذ الخطيب والمبعوثين الروس والإيرانيين. ولكن الضربة التي قام بها الطيران الإسرائيلي ضد هدف عسكري سوري، والتهديد برد سوري، والتدفق اليومي للاجئين إلى الدول المجاورة، يساهم في زيادة التوتر في المنطقة.
     يحتاج الوضع الإنساني الكارثي في سورية إلى مساعدة إنسانية عاجلة، ولكن العالم يَعِدُ كثيراً ويتحرك قليلاً. لم تستلم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة إلا 3 % من 1.5 مليار دولار التي وعد بها المجتمع الدولي. وانتقدت منظمة أطباء بلا حدود القيام بإرسال المساعدات الدولية بأكملها تقريباً إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة دمشق، ودعت إلى توسيع المساعدة المباشرة إلى المناطق المتمردة. وقد قامت هذه المنظمة غير الحكومية مؤخراً بافتتاح ثلاثة مستشفيات جديدة في المناطق المتمردة. تتعرض هذه المستشفيات إلى قنابل بشار الأسد كما هو الحال بالنسبة للسكان المدنيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق