افتتاحية صحيفة اللوموند 17
حزيران 2014
تعمل
الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعدوها القديم "الشيطان الأمريكي الأكبر"
من أجل الهدف نفسه في العراق، أي تعزيز قوة النظام العراقي وصد هجوم الجهاديين
السنة. اعتاد التاريخ على مثل هذه الاحتمالات الطارئة التي يُمكنها التقريب بين
الأعداء منذ ثلاثين عاماً، وتحريك الخطوط بالاتجاه الصحيح. إن الأمريكيين
والإيرانيين مستعدون لمساعدة حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أجل
الدفاع عن نفسه ومهاجمة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام.
أرسلت
الولايات المتحدة حاملة طائرات إلى المنطقة بعد استيلاء الدولة الإسلامية في
العراق وبلاد الشام على مدنية الموصل لكي تتمكن من تقديم الدعم الجوي للجيش
العراقي. تريد الولايات المتحدة الحيلولة دون تقسيم العراق، ومنع إقامة "جهادستان"
في قلب الشرق الأوسط.
هل
من الممكن أن يؤدي هذا التوافق في المصالح الاستراتيجية إلى تسهيل المفاوضات
الجارية حالياً حول الملف النووي الإيراني؟ ما زالت هذه المفاوضات مُعرقلة في
الوقت الحالي، وهي تتعلق أيضاً بالوضع العام في الشرق الأوسط، لأن التوصل إلى اتفاق
حول الملف النووي سيسمح بتطبيع تدريجي للعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
سيكون استئناف هذه العلاقات عاملاً للتهدئة، ولاسيما في سورية، وسيُحرك خط
الانقسام الذي يساهم في إقامة نوع من الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو.
سيكون ذلك التصدع الأول في النزاعات المتشابكة
التي يشهدها الشرق الأوسط، ولاسيما في هذه الحرب الدينية البغيضة بين السنة
والشيعة في العراق وسورية وبدرجة أقل في لبنان. إن الولايات المتحدة وإيران يعرفان
أنه لن يكون هناك استقرار دائم في العراق بدون الاستقرار في سورية. يجب التحرك على
الجبهتين لأنهما الجبهة نفسها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق