صحيفة اللوموند 20 حزيران 2014 بقلم
مراسلتها في لاهاي ستيفاني موباس Stéphanie Maupas
أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في تقريرها
الصادر بتاريخ 16 حزيران استخدام الكلورين في الهجمات المنفذة خلال الأشهر الأخيرة
في سورية. اعتمدت المنظمة في تقريرها على الشهادات الشفهية لطبيبين كانا متواجدين
أثناء الهجوم على كفر زيتا في حماة بتاريخ 19 أيار، كما اعتمدت على بعض أفلام
الفيديو وبعض شظايا الذخائر. لم يتمكن المحققون من الذهاب إلى موقع الحادث لجمع
العينات ومقابلة الضحايا كما كان مفترضاً. لقد تعرض موكب المحققين إلى الهجوم
بتاريخ 17 أيار على طريق كفر زيتا في المنطقة الخاضعة لسيطرة المتمردين، وذلك بعد
عدة دقائق من مغادرتهم لآخر نقطة تفتيش تابعة للحكومة السورية.
انتقد روبيرت ميكولاك Robert Mikulak المندوب الأمريكي في منظمة حظر
الأسلحة الكيميائية في لاهاي مسؤولية السلطات السورية أثناء اجتماع مغلق بتاريخ 17
حزيران، وتساءل قائلاً: "إن الطبيعة الممنهجة للهجمات والأهداف المستهدفة
وبقية المعلومات العامة تشير جميعها باتجاه الفاعل المحتمل: الحكومة السورية. من
غيرها بإمكانه الاستفادة من ذلك؟ من غيرها يستطيع القيام بمثل هذه الهجمات
الممنهجة؟". أشار أحد الدبلوماسيين الذين حضروا هذا الاجتماع إلى أن
السوريين نفوا هذه التهمة، وألقوا "المسؤولية على أولئك الذين يسمونهم
بممولي الإرهاب الدولي". أكدت دمشق في منتصف شهر أيار لمفتشي منظمة حظر
الأسلحة الكيميائية أن المعارضة استولت على مصنع لإنتاج الكلورين على مسافة أربعين
كيلومتراً من حلب، وأن هذه المعارضة استولت على منتجات كيميائية في طرطوس والبيضة.
أكد دبلوماسيون آخرون على مسؤولية دمشق، وطلبوا
بمبادرة من واشنطن تعليق الاجتماع من أجل التناقش مع حكوماتهم حول ما يجب القيام
به بعد النتائج التي توصل إليها مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الأمر الذي
أثار معارضة موسكو. أعرب مصدر دبلوماسي عن قلقه قائلاً: "إنها المرة
الأولى التي يظهر فيها الخلاف بشكل علني وواضح بين واشنطن وموسكو بصفتهما الدولتين
الراعيتين لاتفاق نزع السلاح الكيميائي في سورية"، واعتبر ذلك "تحولاً
هاماً".
تم
إبطال مفعول ثلاثة عشر معملاً من أصل واحد وخمسين تم الإعلان عنهم، ولكن لم يتم
تدميرهم. أدانت العديد من الدول "لا مبالاة" سورية وكلفة العملية
التي لا تشارك سورية في تمويلها. ولكن القلق يتعلق أيضاً بحقيقة الترسانة السورية.
يعتمد عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية على الثقة، وقد تلقت جرداً للمخزون
الكيميائي السوري من دمشق في شهر تشرين الأول 2013. تدين عدة دول منها فرنسا
والولايات المتحدة علناً وأكثر فأكثر وجود اختلافات بين هذا الجرد المُعلن وبين
حقيقة الترسانة الكيميائية. أكد مندوب تركيا يوم الأربعاء 18 حزيران أن "دقة
الجرد المعلن من قبل سورية ما زال مصدراً جدياً للقلق". تقوم منظمة حظر
الأسلحة الكيميائية منذ عدة أشهر بمفاوضات مع دمشق من أجل حثها على إكمال هذا
الجرد. تستطيع الدول الأعضاء في المنظمة إدانة بعض المنشآت أو المستودعات غير
المعلن عنها، ولكن البعض يقول: "يجب البرهان على وجود بعض العناصر
الناقصة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق