صحيفة الليبراسيون 25 حزيران 2014
بقلم مراسلها في بيروت توما أبغرال Thomas Abgrall
تعرض
لبنان إلى عمليتي تفجير انتحاريتين خلال ثلاثة أيام، وذلك بعد فترة من الهدوء منذ
شهر نيسان. استهدف التفجير الأول مدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم يوم الجمعة
20 حزيران، وفجّر انتحاري آخر نفسه أمام حاجز للجيش على مدخل الضاحية الجنوبية
لبيروت يوم الاثنين 23 حزيران. لم تتبنى أية جهة مسؤولية هذين التفجيرين، باستثناء
مجموعة مجهولة اسمها كتائب السنة الأحرار في بعلبك، ولكن هل يحملان علامة الدولة
الإسلامية في العراق وبلاد الشام؟
يعتبر الباحث رومان كاييه Romain
Caillet المختص بالشؤون الإسلامية أنه ليس بالضرورة
أن تكون الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام هي التي تقف وراء هذين التفجيرين،
وقال: "ما زالت الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام غير متمركزة جيداً
في لبنان بالمقارنة مع بقية المجموعات التي ارتكبت تفجيرات انتحارية مثل جبهة
النصرة أو كتائب عبد الله عزام. لم يتبنى فرعها في حلب إلا مسؤولية تفجير واحد في
شهر كانون الثاني في بيروت". لم تتمتع المجموعة الجهادية التي تتقدم
باتجاه بغداد بالشعبية لدى السنة اللبنانيين أو حتى لدى الجهاديين في لبنان الذين
ما زالوا يدعمون جبهة النصرة.
بدأت
الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام تتمركز شيئا فشيئاً في لبنان. أعلن أبو
سياف الأنصاري، إحدى الشخصيات الجهادية في طرابلس، بتاريخ 23 كانون الثاني عن
تشكيل فرع لبناني للدولة الإسلامية في العراق
وبلاد الشام، وخرجت بعض المظاهرات المؤيدة لها للمرة الأولى في هذه
المدينة. تغيرت المعادلة منذ استيلاء هذه المنظمة الجهادية على بعض المحافظات
العراقية. أكد رومان كاييه قائلاً: "أصبحت الأوساط الشعبية السنية
الراديكالية المقربة من الشيخ العسير تنظر إلى الدولة الإسلامية في العراق وبلاد
الشام بشكل أكثر إيجابية بكثير، لأنها تعتبرها كمُدافع عن المصالح السنية في
مواجهة الإهانة التي يتعرضون لها من قبل الشيعة". كما قال الباحث في مركز
كارنيجي رافاييل لوفيفر Raphaël Lefèvre: "توجد
أرضية خصبة لتجنيد الشباب من قبل الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في
المناطق الفقيرة مثل طرابلس ومنطقة عكار والمخيمات الفلسطينية. إن الموارد المالية
الكبيرة التي حصلت عليها الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ربما سيسمح لها
بتفعيل الخلايا النائمة وتجنيد المتطوعين بشكل أكثر سهولة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق