صحيفة اللوموند 17 حزيران 2014
بقلم مارتين فالو Martine
Valo
استولت
قوات الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام في طريقها نحو بغداد على سلاح مؤثر
أكثر أهمية من أية بندقية: إنه الماء. استولى الجهاديون منذ يوم 12 حزيران على
العديد من السدود الكبيرة وأحواض المياه على نهر دجلة بين الموصل وتكريت. ثم تابعوا
القتال بعد ثلاثة أيام من أجل السيطرة على مدينة الفلوجة على نهر الفرات. يسيطر
الجهاديون حالياً على مئات المليارات من الأمتار المكعبة من المياه.
في
الوقت نفسه، كان سكان العاصمة اليمنية صنعاء يتظاهرون بأعداد كبيرة ضد قطع المياه.
تعرضت العاصمة إلى أعمال تخريب قبل انقطاع المياه، بالإضافة إلى أنها أصبحت إحدى
أكثر المدن فقراً بالمياه حيث يصل معدل استهلاك الفرد فيها للمياه 120 متر مكعب
سنوياً، أي أقل بعشرة مرات من المعدل الدولي. من الممكن أن تجف أحواض المياه في
صنعاء بحلول عام 2025.
يختلف الخبراء فيما بينهم حول حروب المياه على
الرغم من أنها تلعب دوراً أكيداً في تفاقم النزاعات بين الدول المتجاورة أو داخل
الدولة الواحدة. تستعد المجلة العلمية الأمريكية American
Meteorological Society لنشر دراسة في شهر تموز حول الجفاف الذي ضرب
سورية بقسوة بين عامي 2006 و2011 قبل اندلاع الحرب الأهلية. نجم عن نقص المياه في
سورية نتائج كارثية على المحاصيل، وتسبب بهجرة سكان الأرياف بشكل أدى إلى تزايد
البطالة في المدن. كتب هذه الدراسة رئيس المعهد الباسيفيكي Pacific
Institut بيتر غليك Peter Gleick
الذي أظهر أن التغير المناخي ليس السبب الوحيد في ذلك، وأن بناء السدود الكبرى في
تركيا ساهم في تفاقم الوضع في سورية.
قال
فرانك غالان Franck Galland، مدير إدارة
الأمان في مجموعة سويز للبيئة Suez Environnement:
"لا تملك قطر إلا ما يعادل يومين من مياه الشرب مقدماً، وحددت لنفسها هدف
الوصول إلى سبعة أيام من مياه الشرب مقدماً لاستضافة كأس العام لكرة القدم عام
2022. عندما أعلنت السعودية مؤخراً في ندوة نظمها المجلس الأعلى للتأهيل والبحث
الاستراتيجي في باريس أنها بطلة العالم في تحلية المياه، بدأت سباقاً ضد الزمن من
أجل تعزيز احتياطياتها المائية الضئيلة جداً". إن نصف المياه الواصلة إلى
العاصمة السعودية التي تقع على ارتفاع 900 متر وسط الصحراء يتم إيصالها بفضل تحلية
المياه في الخليج الفارسي على بعد 400 كم.
تتعرض الدول التي تلجأ إلى تحلية المياه إلى خطر
التلوث البيئي الشامل، كما يجب عليها مواجهة انتشار الطحالب والحيوانات الهلامية
البحرية ووصول الأمواج النفطية سواء كانت حوادث عرضية أم متعمدة، كما حصل عندما
قام العراق بغزو الكويت عام 1990.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق