افتتاحية صحيفة الليبراسيون 14 حزيران
2014 بقلم ألكسندرا شوارتزبرود Alexandra Schwartzbrod
إن
التاريخ ليس تكراراً أبدياً بل تسلسلاً منطقياً لأحداث لم تتم السيطرة عليها بشكل
جيد ولأخطاء محزنة. أشار أحد المحللين لمراسلتنا في واشنطن إلى أنه إذا عدنا إلى
البداية، فإن تهاون السياسة الأمريكية في أفغانستان خلال التسعينيات هي التي مهدت
لتفجيرات 11 أيلول 2001. أدت هذه التفجيرات بدورها إلى كارثة غزو العراق التي نجم
عنها تأسيس الدولة الإسلامية في العراق، وهي مجموعة كرست نفسها لتدمير الجيش الأمريكي
والأحياء الشيعية في بغداد. تحولت هذه المجموعة في أحد أيام عام 2013 إلى الدولة
الإسلامية في العراق وبلاد الشام بفضل الحرب الأهلية السورية التي تركتها الدول
الغربية تنتشر دون أن تحس بالعار.
إذاً، حصل كل شيء بشكل معكوس في هذه الحرب
الأهلية السورية التي قامت بدور العامل المُحفّز لصعود رجل ومجموعة تقف وراءه لكي
تملأ الفراغ الذي تركه تصفية بن لادن. إذا
استمر الأمر على هذا المنوال، سوف تشهد المرحلة التالية تحالف الأمريكيين مع بشار
الأسد من أجل مكافحة التهديد الذي يُمثله أبو بكر البغدادي اليوم، وبدأ البعض
يتجرأ على تصور ذلك منذ فترة وجيزة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق