صحيفة الفيغارو 12 حزيران 2014
بقلم مراسلها في نيويورك موران بيكار Maurin Picard
دعت
الولايات المتحدة بغداد إلى مواجهة تقدم الجهاديين من أجل إيقاف النزيف الذي وصفه
الناطق الرسمي جوش إيرنيست Josh Earnest بأنه "تهديد
بالغ الجدية" للاستقرار في المنطقة بأسرها، مشيراً إلى "استعداد"
الولايات المتحدة لتقديم مساعدتها. تدفع الولايات المتحدة الآن ثمن انعدام النظرة
الاستراتيجية وخوفها المتزايد بعد الحرب الطويلة في العراق. لم تُسلّم الولايات
المتحدة إلا كميات ضئيلة جداً من الأسلحة إلى حكومة نوري المالكي، الأمر الذي قد
يشكل عائقاً كبيراً أمام حليف مزعج بالتأكيد، ولكن قواته الأمنية تمثل حاجزاً لا
يمكن الاستغناء عنه أمام المد الجهادي.
عندما
كان العراقيون يأملون بالحصول على أسلحة جوية قادرة على مواجهة الروح القتالية
العالية لدى الجهاديين، لم يحصلوا إلا على ثلاثمائة صاروخ Helfire
بشكل متأخر جداً وبعض البنادق والرشاشات والقذائف الصاروخية وبعض الذخيرة من
العيار الخفيف. تمت الموافقة على بيع 12 طائرة مروحية مقاتلة من طراز Apache
وست عشرة طائرة F16 في إطار عقد ضخم قدره ستة مليارات دولار،
ولكن لن يتم تسليمهم قبل هذا الصيف أو حتى الخريف القادم، وما زال الطيارون
يتابعون تدريبهم في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يتساءل البنتاغون عن الفائدة
من الاستمرار في تسليم الأسلحة إلى حليف يُسلّم أسلحته دون أن يقاتل العدو. قال
شارلز ليستر Charles Lister من مركز
بروكنغز في الدوحة: "ستفكر واشنطن بالتأكيد مرتين في كل مرة تستولي فيها
الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام على إحدى المدن العراقية واستيلائها على
الأسلحة الأمريكية". إذا كان الجيش العراقي لم ينهزم بشكل كامل حتى الآن،
فإنه يواجه "عدواً متحمساً يصعب إيقافه" كما قال أحد الضباط
الأمريكيين إلى الواشنطن بوست دون أن يكشف عن اسمه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق