صحيفة الليبراسيون 2 حزيران 2014 بقلم
مارك سيمو Marc
Semo
تدل
المجزرة التي ارتكبها مهدي نيموش في بروكسل على الخطر الذي يمثله الجيل الجديد من
الإرهابيين، ولاسيما عندما يعودون إلى بلدانهم الأصلية من أجل نقل المعركة إليها.
لقد ازداد عدد العائدين منهم كثيراً خلال الأشهر الماضية بسبب المواجهات داخل
المعسكر الجهادي بين الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام بزعامة أبو بكر
البغدادي الذي يريد فرض نفسه كزعيم جديد للحركة الجهادية العالمية، وبين جبهة
النصرة التي أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة. قال الباحث المتخصص بمسائل الإرهاب
والأمن في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية IFRI
مارك هيكر Marc Heker: "لم
يذهب هؤلاء الشباب الجهاديون إلى سورية من أجل قتال الجهاديين الآخرين، وهذا هو
السبب في تسارع ظاهرة عودتهم. ولكن جزءاً من هؤلاء العائدين يخافون أيضاً من
اعتبارهم جبناء أو حتى خونة، ويمكن أن يحاولوا الانتقال إلى الفعل في الغرب بسرعة
أكبر مما كان متوقعاً".
أصبح
الخطر الكامن حقيقاً. أصبحت سورية "أرض الجهاد" الأساسية منذ
عامين، قال مارك هيكر: "اتسعت هذه الظاهرة بشكل غير مسبوق، يُقدر عدد
الأجانب الذين جاؤوا إلى سورية للقتال مع المجموعات الجهادية بحوالي إثني عشر
ألفاً أو ثلاثة عشر ألفاً حالياً. بينما تشير التقديرات إلى أن عددهم لم يتجاوز
خمسة وعشرين ألفاً في أفغانستان خلال الثمانينيات، ولكن خلال عشر سنوات".
إن أغلب هؤلاء المتطوعين هم من الدول الإسلامية ولاسيما السعودية وتونس، ولكن عدد
الشباب القادمين من الدول الغربية يزداد أكثر فأكثر، ووصل عدد الفرنسيين منهم إلى
سبعمائة، بالإضافة إلى الكثير من البريطانيين. ولكن بلجيكا والدانمارك والنرويج
تبقى الدول الأكثر تأثراً بهذه الظاهرة إذا أخذنا بعين الاعتبار نسبة عدد
الجهاديين إلى عدد سكان هذه الدول الثلاثة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق