صحيفة الفيغارو 30 أيلول 2014 بقلم آلان بارليويه Alain Barluet
يؤكد جميع السياسيين والمحللين في
التحالف المعادي للجهاديين أن هزيمة داعش عسكرياً ستحتاج للوقت، ولاسيما أن الهدف
هو "تدمير" هؤلاء الزعماء الجدد للترهيب كما صرح باراك أوباما.
إذاً، ليس هناك خيار آخر غير العمل على المدى الطويل خلال عدة أشهر وربما عدة
سنوات. ولكن هذه الحركة الفعالة والمؤدلجة ستسعى بدورها للاستفادة من الوقت من أجل
توسيع سيطرتها على الأرض وتعزيز وسائلها العسكرية والمالية والإعلامية. هذه هي
المعادلة المتناقضة التي سيواجهها القادة الغربيون والعرب في التحالف: إنه سباق مع
الوقت، وسيكون سباقاً طويلاً بالتأكيد، ويكمن رهانه في تغيير موازين القوى على
الأرض في العراق.
يعتبر المقربون من وزير الدفاع
الفرنسي جان إيف لودريان أن "داعش هي العدو الأكثر تهديداً الذي واجهته
فرنسا خلال السنوات الأخيرة". هناك العديد من الأسباب التي تُفسّر هذه
الخطورة مثل: القدرات الاستراتيجية والعسكرية لهؤلاء الجهاديين "من الجيل
الأحدث"، وخبرتهم في وسائل الإعلام الاجتماعية، والعلاقة التي أقاموها
بين التهديد الداخلي والخارجي (هناك الكثير من الأجانب منهم حوالي ألفي أوروبي
يقاتلون أو قاتلوا في صفوفهم). يملك الجهاديون 3500 عربة خفيفة وألف شاحنة
والمدافع والدبابات، وقد استولوا على عشرات الدبابات الإضافية خلال الأيام
الماضية، ولكن يبدو أنهم غير قادرين على شن غارات بالعربات المدرعة.
يؤكد المحللون في وزارة الدفاع
الفرنسية أن "الهدف واضح، وهو إضعاف داعش بما فيه الكفاية من أجل السماح
للدولة العراقية باستعادة السيطرة على الأراضي"، وأضافوا أن "إبعاد
الجهاديين ممكن، ولكن ذلك سيحتاج للوقت". تتضمن استراتيجية مواجهة داعش
عدة جوانب: الجانب الأول هو توجيه ضربة لإيقاف ديناميكية الدولة الإسلامية، وقد
سمحت الضربات الجوية بإيقاف انطلاقة الدولة الإسلامية ومنعتها من الهجوم على بغداد
وأربيل، ولكن الضغط الجهادي ما زال قوياً جداً في العديد من الجبهات. اعترف المحللون
في وزارة الدفاع الفرنسية أن "الجيش العراقي والأكراد ليسوا قادرين حالياً
على استعادة الموصل. إن أولئك الذين بإمكانهم طرد الدولة الإسلامية ميدانياً ليسوا
مستعدين في الوقت الحالي". كان عدد الجهاديين يتراوح بين عشرة آلاف وإثني
عشر ألفاً في شهر حزيران الماضي، وأصبح عددهم حالياً يترواح بين خمسة وعشرين ألف
وثلاثين ألفاً. يبقى معرفة فيما إذا كانت هذه الأعداد الكبيرة ستتصف بالصلابة نفسها
للنواة الأولى التي تتألف من حوالي عشرة آلاف جهادي.
الجانب
الثاني في هذه الاستراتيجية هو دعم الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتونس...،
وتجنب انتقال عدوى الإرهاب من خليج غينيا إلى وازيرستان. إن العملية العسكرية
الفرنسية في في الصحراء الأفريقية (الساحل) Barkhane
تمثل وسيلة أساسية لقطع عمليات التهريب غير الشرعية، ولكن العمل الشامل والواسع في
"قوس الرعب" يحتاج إلى وقت طويل. الجانب الثالث هو ضرب الوسائل
المالية للإرهابيين. تقوم داعش بالابتزاز والنهب في المناطق التي تسيطر عليها،
وتبيع النفط بأسعار بخسة، وهذه هو السبب في الهجمات التي شنها التحالف ضد المصافي
النفطية. لن تظهر نتائج هذا القصف بشكل فوري، ولكن المحللون في وزارة الدفاع الفرنسية
أعربوا عن قلقهم بقولهم: "كلما تمسك الجهاديون بالأرض، كلما ازدادت
عوائدهم المالية". إن الأموال والترهيب ستسمح للجهاديين بتعزيز سيطرتهم
العسكرية والبشرية على "دولة" ربما ستصبح أقل وهمية مع مرور
الوقت.
تصبح هذه المعادلة أكثر تعقيداً مع
سورية. إنها معقدة جدا لدرجة أن باريس ترفض تحديد الهدف العسكري، مؤكدة على "تقاسم
المهمات" مع واشنطن، وضرورة "عدم القيام بأي شيء يستفيد منه
بشار".