صحيفة الفيغارو 13 أيلول 2014 بقلم
إيزابيل لاسير Isabelle
Lasserre
ظهر تقاسم للأدوار داخل التحالف الدولي لمكافحة جهاديي
داعش: يقوم الأمريكيون بالجانب العسكري منذ تاريخ 8 آب عبر الضربات الجوية ضد
مواقع الخلافة الإسلامية في العراق، ويهتم الفرنسيون بالجانب السياسي. قال مسؤول
فرنسي: "عندما نعمل ضمن تحالف، لسنا مجبرين جميعاً على القيام بالشيء
نفسه". يزور فرانسوا هولاند بغداد لتقديم الدعم إلى الحكومة العراقية
الجديدة برئاسة حيدر العبادي الذي فتح أبواب وزاراته إلى مختلف الطوائف ولاسيما السنية منها. في الحقيقة، يكمن
رهان الدول الغربية في فصل القبائل السنية عن الجهاديين عن طريق إعادتهم إلى
الرهان السياسي.
يزور
فرانسوا هولاند بغداد أيضاً من أجل الإعداد للمؤتمر الدولي حول العراق الذي سينعقد
في باريس يوم الاثنين 15 أيلول بحضور وزراء خارجية حوالي عشرين بلداً في مجلس
الأمن والقوى الإقليمية، وسيترأس المؤتمر بالمشاركة الرئيسان العراقي والفرنسي.
أكد فرانسوا هولاند أنه "يجب تقديم رد شامل" يشمل جميع الدول
المعنية، ويتضمن مجموعة واسعة من الأفعال تمتد من التدخل العسكري إلى مكافحة
التمويل. قال مسؤول فرنسي: "ستأخذ المكافحة بعض الوقت، ويجب الأخذ بعين
الاعتبار جميع الجوانب. لا يقتصر دعم مكافحة الإرهاب على الجانب العسكري".
تطرق
فرانسوا هولاند أيضاً إلى المسألة الهامة المتعلقة بمشاركة إيران في المؤتمر
الدولي. يؤيد العراقيون الشيعة مشاركة إيران، ولكن الدول السنية في الخليج مترددة.
لم يتم حسم هذه المسألة خلال الزيارة.
تستعد فرنسا أيضاً للتدخل عسكرياً. كانت فرنسا
أول من أرسل الأسلحة إلى المقاتلين الأكراد، ويقوم قادة الجيش الفرنسي حالياً
بإعداد خطة الضربات الجوية التي سيتم تحديدها بدقة وفق المعلومات الاستخباراتية.
أشار مسؤول عسكري إلى أن هذه الضربات لن تكون رمزية فقط، وسيتم القيام بها بواسطة
عشرات الطائرات الحربية.
بالمقابل، ما زالت فرنسا صامتة حول نواياها في
سورية. من الناحية الرسمية، تقول باريس أنها لا تريد التحرك إلا في إطار القانون،
وأنه ليست هناك قاعدة قانونية للتدخل في سورية، بينما طلبت الحكومة العراقية
رسمياً مساعدة المجتمع الدولي. في الحقيقة، ترفض فرنسا في الوقت الحالي المشاركة
في الضربات الجوية التي يمكن أن تعزز نظام بشار الأسد، حتى لو وعد الأمريكيون
بمساعدة الجيش السوري الحر. قال فرانسوا هولاند: "حذرت قبل عام من خطورة
الوضع في سورية، ولكن المجتمع الدولي فضّل اختيار طريق آخر"، وأكد على
مدى تدهور الوضع منذ ذلك الوقت. إنها بلا شك طريقة لوضع الأمريكيين أمام
مسؤولياتهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق