الصفحات

الثلاثاء، ٢٣ أيلول ٢٠١٤

(نهايات)

افتتاحية صحيفة الليبراسيون 23 أيلول 2014 بقلم فرانسوا سيرجان François Sergent

     يدل التهديد الواضح الذي أعلنته الدولة الإسلامية ضد "الفرنسيين القذرين" أن باريس دخلت في حرب ضد عدو متعصب ومصمم وقوي. أظهرت ردة الفعل الفورية لوزير الداخلية الفرنسي أن فرنسا تأخذ هذه التصريحات على محمل الجد، وهي محقة. تملك الدولة الإسلامية جيشا يضم عشرات آلاف الرجال ثلثهم من الأجانب الفرنسيين والبريطانيين والألمان. إن هؤلاء الشباب الفرنسيين المتمرسين بالحرب لا يمثلوا جميعهم تهديداً ضد بلدهم. ولكن مهدي نيموش، مجرم المتحف اليهودي في بروكسل، أظهر أن الانتقال إلى الفعل ممكن. أراد وزير الداخلية الفرنسي بث الاطمئنان يوم الاثنين 22 أيلول، وكرر أن "فرنسا لا تخاف"، وأكد على التشريعات التي تم التصويت عليها مؤخراً حول الجهاديين العائدين من سورية والعراق.

     يبقى أن هذه التهديدات ضد السكان المدنيين هي النتيجة المباشرة للضربات التي قررها فرانسوا هولاند ضد مواقع الدولة الإسلامية في العراق. تحظى هذه الضربات بتأييد الطبقة السياسية بأسرها باستثناء دومينيك دوفيلبان وجان لوك ميلانشون، وهي شرعية بنظر القانون الدولي، ولكن نطاق هذه الضربات يبقى غامضاً. هل هذه الضربات واقعية وفعالة؟ هل يمكن هزيمة خصم مثل الدولة الإسلامية التي سيطرت على ثلث سورية وبعض المناطق في العراق عبر القنابل والطائرات بدون طيار؟ يجب على الرئيس بعد هذه التهديدات المقلقة من قبل إرهابيي الدولة الإسلامية أن يشرح موقفه حول أهدافه الحربية، ومدة انخراطه في الحرب، وأن يقول ما هي معايير الانتصار على هذا العدو.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق