صحيفة الفيغارو 8 أيلول 2014 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbruont
يبدو
أن ممالك الخليج الغنية ولكن الهشة قررت "العمل جدياً" لمواجهة
تهديد الدولة الإسلامية. أعلنت السعودية والكويت وقطراً رسمياً عن استعدادهم
للتعاون مع الولايات المتحدة والدول الغربية في إطار التحالف الدولي الواسع الذي
تم إعداده ضد الدولة الإسلامية خلال القمة الأخيرة للحلف الأطلسي، وذلك بعد تغاضت
هذه الدول الثلاث عن بعض الشبكات المالية لمساعدة الإسلاميين في العراق وسورية.
أصبحت السعودية في طليعة هذه المعركة الجديدة،
لأنه هناك حوالي ألف سعودي انضموا إلى الدولة الإسلامية، وأصبحوا على مسافة لا
تبعد أكثر من مئة كيلومترا عن الأراضي السعودية. أعلنت السعودية في شهر آذار الحرب
على الإسلاميين الراديكاليين في داعش وجبهة النصرة (الجناح السوري لتنظيم القاعدة)
والإخوان المسلمين، ووصفتهم بالمنظمات الإرهابية. يعني هذا الإعلان أن الهدف قد
تغير. قال أحد الباحثين المتخصصين بالشأن السعودي: "أعطى الملك شيكأ على
بياض حتى ذلك الوقت إلى رئيس الاستخبارات الأمير بندر بن سلطان من أجل إسقاط بشار
الأسد بجميع الوسائل"، وحتى عن طريق السماح لأئمة الجوامع بدعوة الشباب
إلى الذهاب للقتال في سورية، بالإضافة إلى الدعوات الخاصة لتمويل "الكفاح
ضد الطاغية" في دمشق. أدى فشل هذه الاستراتيجية إلى إبعاد بندر واستبداله
بمسؤول مكافحة الإرهاب الأمير محمد بن نايف المقرب من الأمريكيين. منذ ذلك الوقت،
أرسل الملك عبد الله ثلاثين ألف جندي من الحرس الملكي إلى الحدود مع العراق،
وانتهى للتو بناء الجدار الفاصل بين الدولتين بعد أن تأخر انجازه فترة طويلة.
ما
الذي يمكن أن يقدمه السعوديون إلى التحالف الذي يسعى باراك أوباما إلى تشكيله؟
إنهم قادرون على ممارسة الضغط على أتباعهم السنة في العراق لكي يدعموا تشكيل حكومة
وحدة وطنية في بغداد. تستطيع الرياض عزل قبائل الأنبار السنية القوية عن الدولة
الإسلامية بفضل دبلوماسيتها القديمة جداً تجاه القبائل. من المهم جداً بالنسبة
للرياض أن تضمن عدم انضمام القبائل التي تعيش بين السعودية والعراق إلى التمرد
السني بقيادة الدولة الإسلامية. بالإضافة إلى ذلك، تستطيع السعودية تعزيز الرقابة
بشكل أكبر على الشبكات المالية الخاصة التي تساعد الجهاديين.
كانت
هذه الشبكات المالية تمر في أغلب الأحيان عبر الكويت التي فرضت مؤخراً إجراءات
مصرفية حازمة من أجل تعزيز رقابتها أيضاً على الأشخاص الذين يجمعون الأموال لصالح
الجهاديين. اعتقلت الكويت بتاريخ 20 آب أحد هؤلاء الاشخاص وهو الشيخ حجاج العجمي
في مطار الكويت عند عودته من قطر. تسعى قطر المتهمة غالباً بمساعدة الإسلاميين
الراديكاليين أن تتخذ موقفاً مغايراً عن حلفائها المزعجين. كان نوري المالكي يتهم
الدوحة بتمويل المظاهرات ضده داخل العراق حتى استولت الدولة الإسلامية على السلطة
في المناطق السنية بالعراق. لا شك أن الدوحة بإمكانها القيام هنا أيضاً بما هو
أكثر من الرقابة على الشبكات المالية التي تقدم المساعدة إلى الراديكاليين
الإسلاميين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق