صحيفة الفيغارو 5 أيلول 2014 بقلم
جورج مالبرونو Georges Malbrunot
لم يتم الانتهاء من مشروع المساعدة الفرنسية ـ
السعودية إلى الجيش اللبناني بعد مضي ثمانية أشهر على الإعلان عنه. أكد مصدر مقرب
من الملف قائلاً: "ما زال ينقص توقيع أو توقعين من الجانب السعودي مثل
توقيع وزير المالية السعودي إبراهيم العساف الذي دخل إلى المستشفى للمعالجة".
كما أكد ضابط فرنسي على هامش زيارة ولي العهد السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود
التي انتهت يوم الخميس 4 أيلول قائلاً: "نحن مستعدون لتسليم المعدات بعد
شهر واحد". وأكد أحد الدبلوماسيين الفرنسيين بقوله: "نحن نسلمهم
أسلحة لا يستطيع حزب الله استخدامها".
اضطرت الإدارة العامة للتسليح وهيئة أركان الجيش
الفرنسي أيضاً إلى إدارة التنافس بين الصناعيين الفرنسيين في مجال الأسلحة عبر
اختيار بعضهم وإبعاد البعض الآخر. كان لا بد أيضاً من الرد على بعض "التجاوزات"
من الجانب اللبناني، قال الضابط الفرنسي المذكور أعلاه: "صدرت اتهامات غير
صحيحة من قبل هيئة الأركان اللبنانية بأن فرنسا تتباطئ في العمل. ولكن في الحقيقة،
إن اللبنانيين هم الذين يريدون أن يفرضوا علينا بعض الوسطاء الذين نعتبرهم غير
مرغوب بهم. نحن فقط الذين نقوم بإدارة ذلك".
برز
أمر أخر يدعو للقلق في منتصف شهر آب عندما منح الملك السعودي عبد الله بشكل عاجل "حق
سحب" مليار دولار إلى صديقه سعد الحريري. كان الجيش اللبناني في ذلك
الوقت يواجه الجهاديين في مدينة عرسال.
المشكلة هي أنه لا يتمتع أي زعيم لبناني آخر غير سعد الحريري بالسيطرة على استخدام
هذا المبلغ الذي سيتم توزيعه على الشكل التالي: ستمائة مليون إلى الجيش، وأربعمائة
مليون إلى قوات الأمن الداخلي المقربين من معسكر سعد الحريري. أكد أحد
الدبلوماسيين أنه منذ ذلك الوقت "تم تكليف الملحقين العسكريين اللبنانيين
في سفارات الدول الغربية بمهمة الاتصال بالشركات الصانعة"، وأعرب المصدر
نفسه على خشيته قائلا: "لا يجب أن يقدم الألمان والأمريكيين والبريطانيين
اقتراحات أكثر إغراء إلى اللبنانيين". باختصار، تعتبر باريس أن الوقت يمر
بسرعة، ويجب إنهاء العقد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق