صحيفة الفيغارو 22 أيلول 2014 بقلم
مراسلها في استانبول ناري حكيكات Nare Hakikat
ما
زالت هناك العديد من النقاط الغامضة في الرواية الرسمية التركية حول عملية الإفراج
عن الرهائن الأتراك. أشار الموقع الإلكتروني التركي Takva Haber
المعروف بقربه من الدولة الإسلامية إلى أنه تم الإفراج عن الرهائن لأن "تركيا
رفضت الانضمام إلى تحالف الاحتلال الأمريكي". كما يمكن أن نقرأ على
الشبكات الاجتماعية أن تركيا سلمت الدولة الإسلامية مئة وثمانين عضواً في تنظيم
القاعدة كانوا مُعتقلين لديها مقابل الإفراج عن الرهائن. رد الرئيس رجب طيب
أردوغان بشكل غامض على سؤال بهذا الشأن يوم الأحد 21 أيلول دون أن ينفي احتمال هذه
المقايضة، معترفاً بوجود "تفاوض سياسي"، وأكد قائلاً: "لنفترض
حدوث مثل هذه المقايضة. بالنسبة لي، لا شيء يعادل حياة 46 مواطن. لم تكن هناك
مفاوضات مالية، ولكن هناك مفاوضات سياسية ودبلوماسية".
أشارت الصحف التركية إلى أن هذه "المفاوضات"
ربما تطرقت بشكل أساسي إلى المدينة الاستراتيجية الكردية كوباني (عين العرب باللغة
العربية) في سورية. تدعم تركيا الجهاديين في هذه الجبهة لأنها ترفض تشكيل كيان
كردي في سورية، وخاصة إذا كان تحت سيطرة حزب العمال الكردستاني. أشارت وكالة
الأنباء الكردية Firat إلى أن خمسة
عربات عسكرية تركية قامت يوم السبت 20 أيلول بتسليم الأسلحة إلى الجهاديين
الموجودين شرق مدينة كوباني.
لم
تعد هناك أية حجة أمام أنقرة تمنعها من الانضمام إلى التحالف ضد الدولة الإسلامية
بعد الإفراج عن الرهائن باستثناء "الكراهية تجاه الأكراد". ولكن
تركيا تحاول الحصول على بعض الضمانات قبل الإعلان عن موقفها حول هذا الموضوع، وذلك
من أجل مواجهة تدفق اللاجئين إلى أراضيها هرباً من الجهاديين. ترغب تركيا بشكل خاص
إقامة "منطقة عازلة" في شمال سورية. من المفترض أن يكون هذا
الموضوع على جدول أعمال اللقاءات التي سيُجريها أردوغان في نيويورك أثناء مشاركته
في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق