صحيفة الفيغارو 11 أيلول 2014 بقلم
إيزابيل لاسير Isabelle
Lasserre
تنوي
فرنسا قصف الدولة الإسلامية، وتعتبر أن التطورات الجديدة في الشرق الأوسط يمكن أن
تكون وسيلة لإزالة آثار فشلها قبل عام واحد عندما تراجع باراك أوباما عن قصف
سورية، وتعتبر باريس أن "عدم القصف الأمريكي" آنذاك يتحمل بعض
المسؤولية في تدهور الوضع. تنوي فرنسا المشاركة في وضع خطط العمليات ومهمات التجسس،
وأن تعطي رأيها، وألا تغلق الباب أمام "أي خيار عسكري" حتى لو
احتاج الأمر إلى إرسال وحدات خاصة على الأرض.
من
الممكن أن يبقى دور القوات الفرنسية محدوداً بالمقارنة مع قوة الجيش الأمريكي.
انخرطت فرنسا عسكرياً في مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، وربما تتدخل قريباً في
ليبيا، وهي لا تملك الوسائل العسكرية اللازمة لشن حرب شاملة ضد الدولة الإسلامية.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر باراك أوباما أن مكافحة الدولة الإسلامية يجب أن يقود إلى
"تدميرها"، وأن ذلك يمكن أن يستمر سنتين أو ثلاث سنوات.
تؤكد
باريس على ضرورة فرض "مقاربة شاملة" للأزمة، وأن تعتمد هذه
المقاربة على الحكومة العراقية وعلى ضرورة قطع وسائل تمويل الجهاديين. إن مثل هذه
المقاربة هي وحدها القادرة على مكافحة الإرهاب في الصحراء الإفريقية (الساحل) وبعض
الدول الإفريقية على المدى الطويل. يجب أن تترافق مشاركة دول المنطقة في هذا
التحالف بمقاربة تسمح بحماية الدول الهشة مثل الأردن ولبنان.
يتعلق السؤال الأكثر صعوبة بسورية. أعلنت باريس
وواشنطن منذ وقت طويل عن ترددهما تجاه التعاون مع نظام بشار الأسد الذي يُقدم نفسه
كحليف موضوعي للأمريكيين والأوروبيين منذ التقدم الصاعق للجهاديين. ولكن العواصم
الغربية، التي تعلمت من دروس النزاع الأفغاني والتدخل الباكستاني فيه، تعرف أيضاً
أن قصف الجهاديين في العراق لن يكون مجدياً بدون قصفهم في سورية.
يبدو
أن قطع رأس الصحفيين الأمريكيين أقنع باراك أوباما بتوسيع القصف الأمريكي إلى
سورية. تشير بعض الأوساط المطلعة إلى أن التنسيق المُحتمل مع نظام دمشق لمكافحة
الجهاديين يمكن أن يأخذ أشكال مختلفة وحتى سرّية. من الصعب تصور مشاركة فرنسا في
هذا التنسيق بالوقت الحالي على الأقل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق