صحيفة الفيغارو 17 أيلول 2014 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbruont
القبائل
العراقية هم في الوقت نفسه جزء من المشكلة وجزء من الحل لـ "القضاء"
على الدولة الإسلامية كما وعد باراك أوباما. قدمت أغلب القبائل العراقية في شمال
وغرب العراق مساعدة ـ تكتيكية ـ إلى الجهاديين، وسهلت الطريق أمام راديكاليي
الدولة الإسلامية للاستيلاء على ثلث بلدهم. ولكن بعض القبائل بدأت بتغيير رأيها
بعد ثلاثة أشهر من العيش تحت استعباد الخلافة. أشارت الصحافة العراقية خلال الأيام
الأخيرة إلى أن بعض القبائل بدأت بتنظيم هجوم مضاد ضد الجهاديين بعد الإعلان
الصادر بهذا الخصوص في منتصف شهر آب من قبل العديد من شيوخ القبائل.
وعد
رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي بإصلاح أخطاء الحكومة السابقة والتعاون
بشكل أفضل مع القبائل. ولكن لا بد من إعطاء ما هو أكثر من الوعود من أجل إقناع
زعماء القبائل الماكرين بتغيير تحالفهم، وربما تكليفهم بمهمة ضمان الأمن في
مناطقهم بواسطة الحرس الوطني المستقبلي. ما زال العديد من زعماء القبائل يتذكرون
خيبة أملهم من تعاونهم السابق مع الجيش الأمريكي ضد الدولة الإسلامية في نسختها
الأولى، وعدم التزام رئيس الوزراء العراقي آنذاك نوري المالكي بوعوده المتعلقة بضم
حوالي مئة ألف رجل من القبائل إلى الجيش والقوى الأمنية والإدارات الحكومية.
ما
زالت أغلب القبائل تقاتل إلى جانب داعش، ولكنها ستكون مستعدة للانقلاب ضد
الجهاديين في حال استجابت بغداد لمطالبهم. تنوي القبائل الحصول على حكم ذاتي واسع النطاق
كما هو الحال بالنسبة للأكراد. أصبحت القبائل ومن ورائها الأقلية السنية تريد
الحصول على استقلالية واسعة في دولة فيدرالية جديدة. يبذل جيرانهم السعوديون
والأردنيون جهودهم من أجل حصول مثل هذا التغيير في التحالفات الحالية للقبائل
العراقية. كما يعمل مستشار الملك السعودي في الأزمتين العراقية والسورية الأمير
بندر بن سلطان على عزل الجهاديين عن قبائل الأنبار القوية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق