صحيفة الفيغارو 11 أيلول 2014 بقلم جورج
مالبرونو Georges Malbrunot
عينت
مجموعة أحرار الشام، إحدى أهم مجموعات التمرد ضد بشار الأسد، إدارة جديدة لها يوم
الأربعاء 10 أيلول غداة سحق هذه المجموعة في انفجار غامض أدى إلى مقتل حوالي خمسين
شخصاً من قادتها السياسيين والعسكريين أثناء اجتماعهم في غرفة تحت الأرض في محافظة
إدلب. إن مجموعة أحرار الشام مُقربة من قطر منذ وقت طويل، وتضم ما بين عشرة آلاف
وخمسة عشر ألف رجل أغلبهم من السلفيين، وهي جزء من تحالف الجبهة الإسلامية الذي
يقاتل أيضاً ضد الدولة الإسلامية.
ماذا
كان يفعل خمسون رجلاً من قادة التمرد في اجتماع بمكان واحد بشكل ينافي أبسط
القواعد الأمنية؟ تشير معلوماتنا إلى أن قيادة مجموعة أحرار الشام كانت تريد حسم
المسألة المتعلقة بمعرفة فيما إذا كان يجب الاستمرار في قتال الدولة الإسلامية أو
عدم الاستمرار به. ربما عارض بعض مسؤوليها مؤخراً فكرة الانضمام إلى التحالف الذي
تقوم السعودية بإعداده في شمال سورية ـ بدعم من الولايات المتحدة ـ لمواجهة جهاديي
الدولة الإسلامية.
أشار
البعض إلى أن هذا التفجير هو تصفية حسابات، ولكنه ليس الاحتمال الوحيد. من مصلحة
الدولة الإسلامية أيضاً القضاء على منافس قوي. كانت مجموعة أحرار الشام قد خسرت
أحد أهم مقاتليها المشهورين أبو خالد السوري في حلب خلال شهر كانون الثاني، وكان
أحد القادة السابقين لتنظيم القاعدة في أفغانستان. يتعلق الاحتمال الأخير بالنظام،
أشارت بعض المصادر إلى أن هذه الهجوم مُعقد جداً، ومن المحتمل ارتكابه بمساعدة
الغاز.
تأتي
هذه العملية في لحظة حاسمة بالنسبة للتمرد ضد بشار الأسد الذي لا يمكن إلا أن يكون
مسروراً من رؤية الولايات المتحدة تقصف الدولة الإسلامية في العراق، ولكنه يخشى من
أن تؤدي الهجمات الجديدة إلى تدفق الجهاديين داخل سورية. فيما يتعلق بالتمرد، يقوم
عرابوه في الخليج ولاسيما السعودية بالإعداد للمستقبل عبر إعادة هيكلة الجبهة
الإسلامية من أجل قتال الجهاديين. ولكن من المحتمل أنه ليس هناك إجماع داخل الحركة
السلفية على ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق