صحيفة الليبراسيون 22 أيلول 2014
بقلم مارك سيمو Marc
Semo
ومراسلها في استانبول رجب دوران Ragib Duran
تقوم
السلطات التركية منذ عدة أشهر بإغلاق الحدود مع المناطق الكردية السورية، ولكنها
تسمح بمرور السلاح والمقاتلين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الجهاديين. تغيرت
المعطيات بعد الهجوم الواسع الذي شنته الدولة الإسلامية على مدينة كوباني (عين
العرب) ثالث أكبر مدينة كردية في سورية، الأمر الذي أجبر تركيا على فتح حدودها
أمام عشرات آلاف اللاجئين الهاربين من تقدم القتلة. عَبَرَ العديد من المتطوعين الأكراد
الحدود سرّاً بالاتجاه المعاكس من أجل المشاركة في القتال.
تتصاعد انتقادات الحلفاء في الحلف الأطلسي ضد
المواقف الغامضة للرئيس الإسلامي المحافظ
رجب طيب أردوغان تجاه الدولة الإسلامية، وضد العلاقات الغامضة بين أجهزة
الاستخبارات التركية MIT والمجموعات
الجهادية الأكثر راديكالية في سورية. تشير التقديرات إلى أن الدولة الإسلامية تحصل
على عوائد قدرها مليون دولار يومياً من بيع النفط ونقله إلى لبنان وتركيا بشكل
خاص. شددت واشنطن لهجتها تجاه أنقرة، واتهمت بعض الرجال المقربين من السلطة
بالاستفادة من هذه التجارة. قال جوان زارات Juan Zarate
من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى نيويورك تايمز: "إن جهودنا
لإضعاف وتدمير الدولة الإسلامية أصبحت في خطر: ليس واضحاً فيما إذا كان هذا الشريك
الأساسي في الحلف الأطلسي يملك الإرادة والقدرة على قطع تدفق الأموال والمتطوعين
عن الجهاد".
يمر
المتطوعون الشباب القادمون من الدول الغربية والمقاتلون الأكثر خبرة القادمون من
القوقاز بسهولة عبر الأراضي التركية من أجل الذهاب إلى الجهاد. يُقدّر المحللون أن
عدد المواطنين الأتراك في صفوف الدولة الإسلامية يتجاوز الألف. قال صحفي في صحيفة Milliyet التركية أنه كان رهينة، وأن الذين خطفوه
واعتقلوه وحاكموه وحكموا عليه بالموت هم مقاتلين أتراك حصراً. قال فهيم تاستكين Fehim Tastekin من صحيفة Radikal:
"غرقت تركيا في مستنقع كبير لدرجة أنه أصبح من الصعب عليها التراجع. أصبحت
السلطات التركية رهينة بسبب إقامة علاقات غير طبيعية إلى هذه الدرجة مع مثل هذه
المنظمة". إذا تراجعت السلطات التركية، فإنها تُخاطر بأن تصبح هدفاً مباشراً
لقتلة الدولة الإسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق