الصفحات

الاثنين، ١٨ تشرين الثاني ٢٠١٣

(نتنياهو: آمل بأن فرنسا لن تتراجع في مواجهة إيران)

صحيفة الفيغارو 16 ـ 17 تشرين الثاني 2013 ـ مقابلة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ـ أجرى المقابلة مراسلها في إسرائيل سيريل لوي Cyrille Louis

سؤال: ما هي وجهة النظر الإسرائيلية حول الأقل سوءاً بين نظام بشار الأسد والتمرد الذي تخترقه القوات الجهادية إلى حد كبير؟
بنيامين نتنياهو: آمل بوجود طريق ثالث، لأن هذين الخيارين مُخيفان. إن انتصار الأسد سيعني انتصاراً لإيران. لم يكن بوسع الأسد البقاء لولا حزب الله الذي يقاتل من أجله بأمر من طهران. من جهة أخرى، نحن نعرف نوايا بعض المجموعات المتمردة المرتبطة بتنظيم القاعدة. لهذا السبب، نحن نتمنى أن يكون هناك طريق ثالث لإنهاء المأساة السورية، حتى ولو أنني لست متأكداً إذا كان من الملائم التحدث عن ذلك علناً في هذه المرحلة. إن الأمر لا يعني فقط الحفاظ على مصالحنا، بل إنقاذ حياة ملايين الأشخاص أيضاً.
سؤال: هل سيقوم الجيش الإسرائيلي بضربات جديدة في سورية من أجل منع نقل الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، كما فعل عدة مرات خلال الأشهر الماضية؟

بنيامين نتنياهو: هذه سياستنا، وخطنا الأحمر. سنستمر في فرض احترامها، حتى لو كان من غير الممكن الدخول في التفاصيل.

(عندما تُعيد طهران خلط الأوراق في الشرق الأوسط)

صحيفة الفيغارو 18 تشرين الثاني 2013 بقلم مراسلها في إسرائيل سيريل لوي Cyrille Louis

     هل سينجح النظام الإيراني بتحقيق الإنجاز بإثارة التقارب بين إسرائيل وممالك الخليج الفارسي؟ إذا كان طرح هذا السؤال يبدو غريباً، فإن العديد من المسؤولين الإسرائيليين يُبرزون المصالح المتقاربة مع السعودية وجيرانها. إن النبرة المتساهلة التي تبناها باراك أوباما تجاه الرئيس الإيراني حسن روحاني أثارت السخط في الرياض والقدس اللتان تشعران بريبة كبيرة من "دبلوماسية الابتسامات" الجديدة في طهران. قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في المقابلة التي نشرتها صحيفة الفيغارو بتاريخ 16 تشرين الثاني: "نحن لدينا التوجه نفسه بوضوح، الأمر الذي ربما سيشكل السابقة الأولى في الحقبة المعاصرة. عندما تتحدث إسرائيل والدول العربية بصوت واحد، فإن ذلك يستحق إصغاء قادة الدول الكبرى".
     بالتأكيد، كان هناك في الماضي أعداء مشتركين للدولة العبرية وممالك الخليج، كما كان عليه الحال مع جمال عبد الناصر خلال سنوات الستينيات أو مع صدام حسين. في عام 1996، بدأت محاولة لإعادة الدفء في العلاقات مع افتتاح مكاتب تمثيلية سرية في سلطنة عُمان وقطر. قال أحد المسؤولين الإسرائيليين: "بدأنا بإنشاء بعض المكاتب التجارية التي تطورت شيئاً فشيئاً إلى علاقات سياسية مع دولتين على أمل أن يؤدي ذلك إلى تطبيع حقيقي للعلاقات، ولكننا أخطأنا التقدير للأسف". في عام 2000، أدى اندلاع الانتفاضة الثانية إلى تجميد العلاقات بين إسرائيل وسلطنة عُمان. أما المكتب التجاري في الدوحة فقد بقي سرياً حتى عملية "الرصاص المصبوب" ضد غزة عام 2009، ثم تم إغلاقه.
     ما زالت الاتصالات بين إسرائيل ودول الخليج سرية في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية. قال الباحث في المعهد الإسرائيلي للدراسات الأمنية يويل غوزانسكي Yoel Guzansky: "إنه السر الأكثر شيوعاً في الشرق الأوسط. إن السؤال الحقيقي هو معرفة فيما إذا كان الأطراف المعنيون بهذه العلاقة مستعدين للإعلان عنها رسمياً. ولكن الرأي العام في ممالك الخليج ما زال معادياً جداً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لهذا السبب، يستبعد أغلب المحللين أي تقارب علني ما لم يحصل اختراق في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين".

     تحدثت الصحافة الإسرائيلية عدة مرات خلال الأسابيع الماضية عن انعقاد لقاءات سرية مع مندوبين عن ممالك الخليج من أجل الوقوف في وجه التهديد الإيراني، ولكن دون أن يتم تأكيد هذه المعلومات. قال أحد المسؤولين الإسرائيليين: "لا أعتقد بوجود تعاون فعلي، كما أن ذلك غير ضروري. إن مجرد سماع الولايات المتحدة منذ عدة أسابيع للرسالة نفسها من قبل الحليفين الرئيسيين لها، لا يمكن أن يبقى بدون نتائج".

الخميس، ١٤ تشرين الثاني ٢٠١٣

(اللاجئون السوريون: موقف فرنسي "غير لائق")

مجلة النوفيل أوبسرفاتور الأسبوعية 14 تشرين الثاني 2013 بقلم رونيه باكمان René Backmann

     أدت المعارك منذ اندلاع التمرد ضد نظام بشار الأسد في شهر آذار 2011 إلى مقتل 115.000 شخصاً ونزوح أكثر من سبعة ملايين سوري. نزح حوالي خمسة ملايين شخص نحو المناطق الأقل خطورة داخل سورية، ولجأ 2.1 مليون شخص إلى الدول المجاورة. أشارت المفوضية العليا للاجئين إلى أن عدد اللاجئين السوريين تحت حمايتها تضاعف عشر مرات منذ عام. يستمر النزيف بمعدل خمسة آلاف لاجىء يومياً، وبالتالي سيصل عدد اللاجئين السوريين إلى حوالي ثلاثة ملايين مع نهاية هذا العام.
     يستقبل لبنان 760.000 لاجىء، والأردن 550.000 لاجىء، وتركيا 500.000 لاجىء، والعراق 100.000 لاجىء. ولكن هذه الأرقام لا تمثل إلا اللاجئين المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين. أشارت الحكومة اللبنانية إلى أن العدد الحقيقي للاجئين السوريين في لبنان يبلغ 1.3 مليون لاجىء، أي ربع سكان لبنان. إن أغلبية هؤلاء اللاجئين الموزعين في الشرق الأوسط ما زالوا ينتظرون نهاية المعارك في سورية على الرغم من ظروف الحياة الصعبة.
     بالمقابل، يسعى بعض هؤلاء اللاجئين للذهاب إلى أوروبا بشتى الوسائل. يمر بعضهم عبر الأردن ومصر في طريقهم إلى ليبيا للعثور على وسطاء يقومون بتكويمهم ـ وابتزازهم مالياً ـ في قوارب غير صالحة للإبحار وإرسالهم باتجاه إيطاليا على الرغم من المخاطر المعروفة. قام بهذه الرحلة حوالي عشرة آلاف شخص خلال الأشهر التسعة الماضية في عام 2013، كما أبحر ثمانية ألاف آخرين من تركيا إلى الجزر اليونانية خلال الفترة نفسها.
     تُقدر المفوضية العليا للاجئين عدد السوريين الذين دخلوا إلى أوروبا منذ شهر نيسان 2011 بـ 47000 شخصاً، وطلبت من العواصم الأوروبية استقبال عشرة آلاف لاجىء سوري عام 2013 وثلاثين ألف لاجىء عام 2014. استقبلت السويد 11.000 لاجىء سوري منذ شهر كانون الثاني 2012، وتدرس حالياً 4700 طلب لجوء جديد. كما استقبلت ألمانيا 18.000 لاجىء سوري منذ عام 2011، وتعهدت باستقبال خمسة ألاف لاجىء إضافي. كما عرضت النمسا والنرويج استقبال 500 لاجىء كل على حدة.

     وماذا عن فرنسا؟ اعترفت فرنسا بالمجلس الوطني للمعارضة السورية منذ شهر تشرين الثاني 2011، وكانت مستعدة في شهر آب 2013 لقصف بعض المواقع العسكرية في سورية. أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى وصول ثلاثة ألاف لاجىء سوري إلى فرنسا منذ بداية النزاع، ووافقت عام 2013 على 700 طلب لجوء. كما أعلنت باريس في شهر تشرين الأول عام 2013 إلى المفوضية العليا للاجئين أنها مستعدة لاستقبال 500 لاجىء إضافي. اعتبرت منظمة العفو الدولية أن هذا الرقم "غير لائق".

الأربعاء، ١٣ تشرين الثاني ٢٠١٣

(تجويع الشعب، الإستراتيجية الجديدة لبشار الأسد)

صحيفة الليبراسيون 13 تشرين الثاني 2013 بقلم بعض أعضاء معهد  الأبحاث والدراسات المتوسطية والشرق أوسطية (IREMMO) ومجلة "الملتقى المتوسطي" (Confluences Méditerranée)

     ما زال المجتمع الدولي معلقاً بتاريخ مؤتمر جنيف في الوقت الذي تهدد فيه مأساة إنسانية كبيرة السكان السوريين. تصل الصور والأصداء نفسها إلى الخارج ـ نادراً ـ من مخيم اليرموك والمعضمية والغوطة والمدينة القديمة في حمص: إنها صور أجساد النساء والأطفال النحيلة التي تُذكّر بالمجاعات الأفريقية  خلال الثمانينيات أو حتى بالأجساد الخارجة من الغيتو في الحرب العالمية الثانية. هل صرخ المجتمع الدولي بوجه الفضيحة؟ هل طالب بردة فعل؟ لا، إنه صمت ثقيل. هل هذه المجاعات المتكررة هي نتيجة انعدام تنظيم الدورات الاقتصادية أو نتيجة الحرب الأهلية؟ لا. إنها تتعلق بمجموعة من الإجراءات القمعية التي يستخدمها النظام منذ وقت طويل، إنها شكل آخر من وسائله القمعية.
     إنها آلية فعالة وبسيطة: محاصرة مداخل ومخارج الحي المستهدف عبر نشر الجنود على المحاور التي تسمح بالدخول إليه، وإقامة خطوط اختراق إلى مراكز المدن انطلاقاً من مفترقات الطرق، وإقامة حواجز الرقابة أو منع  الدخول. أطبقت هذه الشبكة بالتأكيد على المقاتلين سواء لدى الجيش السوري الحر أو بقية المجموعات المسلحة، ولكنها أطبقت أيضاً على جميع السكان. وقعت في هذا الفخ 800 عائلة في المدينة القديمة بحمص، أي حوالي خمسة ألاف مدني باعتبار أن كل عائلة تضم ستة أشخاص وسطياً. تنتظر هذه العائلات نهايتها تحت أنظار جيش الاحتلال. هناك أوضاع مشابهة في أماكن أخرى. يتفاقم الوضع في مخيم اليرموك الذي انطلقت منه معركة دمشق منذ تاريخ 14 تموز عندما أغلقت قوات النظام المنافذ على الأرض. قبل الثورة، كان يسكن في مخيم اليرموك نصف مليون نسمة. تعرض مخيم اليرموك إلى قصف مستمر منذ شهر تشرين الأول 2012، الأمر الذي أدى إلى إفراغ جزء من سكانه، ولكن بقي فيه حوالي خمسين ألف نسمة. إن مخيم اليرموك هو رمز الحضور الفلسطيني في سورية، وأصبح رمزاً لشكل جديد من القمع على نطاق واسع: إنهاك السكان بالمجاعة. سيقوم الزعماء  الدينيون ورجال الدين والشيوخ بدعوة السكان قريباً إلى أكل الكلاب أو أي نوع آخر من اللحوم التي تم الاعتراف بها أنها لحم حلال لمواجهة الكارثة الغذائية المحدقة.
     إن هذه الحالات ـ التي تسمح بالتفكير بحقيقة ربما تكون أكثر اتساعاً بكثير على الأرض ـ تقود إلى ملاحظتين. لماذا يقوم الجيش بتنظيم مثل هذه المجاعات؟ ولماذا يتحمل السكان خطر البقاء في هذا الحي على الرغم من تضييق الخناق شيئاً فشيئاً؟ إن الإجابة على السؤال الثاني توفر العناصر للإجابة على السؤال الأول. يوجد اليوم على الطرقات ما بين ثلث ونصف الشعب السوري. أصبحت المدن أهدافاً للنظام منذ شهر شباط 2012 (وبداية معركة حمص). هناك سببان يقفان وراء هذا الخيار: الأول هو أن القمع ـ الفردي عبر التعذيب، والجماعي عبر القصف ـ أصبح عقاباً ضد شريحة كاملة من السكان التي أيدت المظاهرات في أحيائها المؤيدة للمعارضة بشكل أو آخر. إن الفكرة ليست القضاء على المعارضة بل فرض الخوف والخضوع. ثانياً، أصبح العمل الإنساني سلاح تدمير شامل بالنسبة لنظام دمشق مع النجاحات المحققة في خريف عام 2012. هناك عاملان يفسران إستراتيجية النظام: أولاً، إصدار قانون في شهر تموز 2012 يؤكد أن أية مساعدة ـ تقديم الخبز والأغطية أو السكن ـ يمكن اعتبارها شبيهة بالإرهاب. كما أصبح سكان الأحياء المستهدفة "أعداءاً داخليين"، وكل "عدو داخلي" يجب قتله في حرب "شاملة" (كلمة 26 حزيران 2012)، إن أي شخص يساعد "عدواً داخلياً" يصبح "عدواً داخلياً" أيضاً.
     وهكذا أصبح طريق الهجرة والرحيل عبر مغادرة السكن والحي أكثر تعقيداً. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان الرحيل مؤمناً، فماذا عن العودة؟ بالنسبة للفلسطينيين الذين وصل عدد كبير منهم إلى سورية عام 1948 وسكنوا في مخيم اليرموك، هل يجب عليهم الحديث عن الرحيل مرة أخرى وعن غموض العودة؟ وإلى أين سيتجهون في هذا السياق من الشك والضياع؟ إذا كان العامل الإنساني قد أصبح أحد الرهانات، فإن السبب أيضاً هو التكتيك الذي يتبعه النظام: إن أي تقدم هام للجيش الحر يتبعه موجات من اللاجئين بسبب القصف الشامل والممنهج للأحياء السكنية. إن تدفق السكان الذين يجب عليهم مساعدة مقاتلي الثورة يكبح تقدمهم. إن مخيم اليرموك وحي المعضمية ودوما وداريا كانت حقولاً لتجربة مثل هذه السياسة مع رحيل مئات آلاف السكان. إذاً، إذا بقيت بعض العائلات، فإنه هناك سببان على الأقل لتفسير بقائها: مقاومة النظام البربري الذي يتمنى إفراغ المدن من سكانها لكي يحكمها، واستحالة الرحيل أمام القمع الرهيب.
     كيف تندمج المجاعة في هذه الإستراتيجية؟ كانت الأسلحة الكيميائية مرئية جداً، والجوع أكثر سرية وقسوة. كان يجب على النظام أن يجد الوسيلة الراديكالية للقضاء على أية معارضة أمام استحالة استعادة بعض الأحياء أو السيطرة عليها ـ تضامن السكان منذ وقت طويل مع الكفاح ضد النظام الذي لا يعدهم إلا بالخوف ـ . تتصف المجاعة بأنها تطال الجميع. تكشف هذه الوسيلة أيضاً عن بعض مفاهيم السلطة الأسدية. إن النظام مستعد لاستخدام جميع وسائل الرعب من أجل البقاء والمقاومة. لجأ النظام الستاليني سابقاً إلى المجاعة على نطاق واسع للقضاء على بوادر العصيان في أوكرانيا الخاضعة لأوامره. تتمثل هذه الأساليب بالسيطرة على تدفق السكان وحصارهم ومنع وصول الطعام إليهم من أجل سحق  الشعب. ماذا يمثل عشرات آلاف القتلى بالمقارنة مع انتصار عسكري على جبهات العاصمة. يرتسم وجه سورية التي يدافع عنها نظام الأسد: إن أي اعتراض يدفع بأي عائلة أو حي أو مدينة أو بلد إلى الفوضى والقصف أو إلى دوامة المجاعة. بالتأكيد، من المشروع الترحيب بحرمان النظام الدموي من أسلحته الكيميائية، ولكن هل يمكن تبرير هذا الشعور بالرضى أمام استمرار مثل هذه الممارسات؟ كم يبلغ عدد الهياكل العظمية للأطفال والنساء والرجال الذين يجب علينا إحصاءهم قبل الأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر البديهي: يكمن سبب المشكلة السورية في الحفاظ على نظام مستعد للقيام بأي شيء من أجل بقائه على قيد الحياة.
أسماء الموقعين على المقال:
سيباستيان أبيس Sébastien Abis  ـ محلل سياسي
ـ كاتب وصحفي Paul Balta بول بلطا
فرانسوا بورغات François Burgat ـ باحث في المركز الوطني للدراسات العلمية  (CNRS)
ـ عضوة شرف في مجلس الشيوخ Monique Cerisier-Ben Guiga مونيك سيريزييه ـ بن غيغا
جان بول شانيولو  Jean-Paul Chagnollaud مدير في (Iremmo)
 ـ أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيتRoger Heacock روجيه هيكوك  
يرنار هوركاد  Bernard Hourcade ـ مدير أبحاث في المركز الوطني للدراسات العلمية
 ـ أستاذ متقاعد في القانونGéraud de La Pradelle جيرو دولا براديل
ـ مؤرخ ورئيس شرف لجمعية التضامن الفرنسية ـ الفلسطينية Bernard Ravenel برنار رافانيل
ـ مؤرخ وصحفي Dominique Vidal دومنيك فيدال
ـ مديرة في مجال الجمعيات Sylviane de Wangen سيلفيان دو وانجين
 ـ مديرة أبحاث في المركز الوطني للدراسات العلمية Catherine Wihtol De Wenden كاترين ويتول دو ويندن
 ـ باحثة في مجال الجغرافياKarine Bennafla كارين بينافلا
ـ أستاذ باحث Pierre Blanc بيير بلان
ـ باحثة اقتصادية Estelle Brack إستيل براك
 ـ باحث في الشرق الأوسطMarc Gognon مارك غونيون
ـ مديرة دراسات في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية Nilüfer Göle نيلوفر غول
ـ أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية Ghassan el-Ezzi غسان العزي
ـ أستاذ جامعي Jean-Pierre Faugère جان بيير فوجير  
 ـ باحث سياسيSalam Kawakibi سلام كواكبي
ـ صحفية ومستشارة Agnès Levallois أنييس لوفالوا
ـ أستاذ جامعي Ziad Majed زياد ماجد  
 ـ مديرة مركز المبادرة العربية للإصلاحBassma Kodmani بسمة قضماني  
 ـ باحث (إسبانيا)Iván Martínإيفان مارتن
 ـ أستاذة محاضرة في جامعة رين الثانيةLeïla Vignal ليلى فينال  
 ـ باحث في العلوم الاجتماعيةNadji Safir ناجي سفير
ـ جامعة باريس الثانية ـ بانتيون أساس Manon-Nour Tannous مانون نور طنوس


(العلاقات الخطيرة بين أنقرة والجهاديين)

صحيفة الفيغارو 13 تشرين الثاني 2013 بقلم مراسلتها في تركيا لور مارشاند Laure Marchand

     لم تكن الشرطة التركية تنتظر أثناء تفتيش إحدى الشاحنات في جنوب تركيا العثور على بنادق بازوكا وأسلحة نارية مختلفة ومنصات لإطلاق قذائف الهاون البالغ عددها 935 قذيفة. أشار محافظ منطقة أضنة حسين أفني كوس Hüseyin Avni Cos إلى أن الشاحنة التي تم اكتشافها الأسبوع الماضي في أضنة كانت تحمل قذائف مصنوعة في منطقة كونيا Konya في الأناضول، وأكد أن هذه العملية "تبرهن بوضوح على أن تركيا لا تدعم المجموعات الراديكالية في سورية".
     يشير مصدر هذه الأسلحة إلى العلاقات القوية للجهاديين في تركيا. إن الحكومة التركية متهمة منذ عدة أشهر بالإهمال تجاه الإسلاميين المتطرفين في أفضل الأحوال، وبدعمهم في أسوأ الأحوال. قال سنان أولغن Sinan Ulgen، مدير مركز Edam للدراسات: "بعد أن اعتبرت تركيا أن جميع أعداء بشار الأسد هم أصدقاؤها، بدأت أنقرة بتغيير موقفها. لقد أدركت نتائج مثل هذه السياسة على حلفائها وأخطارها على الأمن التركي". أعربت الولايات المتحدة علناً عن انزعاجها منذ شهر أيار أثناء زيارة رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان إلى واشنطن. توقف الأمريكيون في هذه الفترة أيضاً عن إرسال مساعدتهم اللوجستية إلى التمرد عبر الأراضي التركية خوفاً من سقوطها بأيدي الأعداء، واختاروا الأردن التي يعتبرونها أكثر أماناً.
     اعترف رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي صلاح مسلم في الأسبوع الماضي في صحيفة Taraf أن "المقاتلين الجهاديين لم يعودوا يصلون من تركيا كما في السابق"، وذلك بعد أن انتقد سابقاً مسؤولية أنقرة في إقامة الفصائل الراديكالية. يعود سبب هذا التغير على الأرض إلى تتالي العمليات ضد المصالح التركية، ولاسيما انفجار سيارة مفخخة أمام السفارة التركية في مقاديشو في شهر تموز. وفي الشهر الماضي، هددت الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام التي تسيطر على مدينة إعزاز الحدودية بأنها ستهاجم تركيا. قام الجيش التركي للمرة الأولى في نهاية شهر تشرين الأول بقصف مواقع هؤلاء الجهاديين، كما تم تجميد ممتلكات أعضاء تنظيم القاعدة. على الرغم من ذلك، يتساءل الكاتب التركي قدري غيرسل Kadri Gürsel فيما إذا كانت تركيا على وشك التحول "إلى باكستان الشرق الأوسط". كما تساءل الدبلوماسي السابق سنان أولغن قائلاً: "السؤال هو معرفة فيما إذا كان هذا التحول السياسي جاء متأخراً بالنسبة للأمن التركي".


("جدار العار" بين تركيا وسورية)

صحيفة الفيغارو 13 تشرين الثاني 2013 بقلم مراسلتها الخاصة في نصيبين (تركيا) لور مارشاند  Laure Marchand

     بدأت السلطات التركية مؤخراً ببناء جدار في مدينة نصيبين التركية. من المفترض أن يصل طول هذا الجدار إلى سبعة كيلومترات، ويهدف هذا المشروع رسمياً إلى حماية السكان من الألغام المضادة للأشخاص. ولكن "جدار العار" كما يسميه الأكراد سيعزز الفصل بين مدينة نصيبين التركية ومدينة القامشلي السورية. ليس هناك إلا حقل يفصل بين أول المنازل في القامشلي وأبراج المراقبة التركية. أغلقت تركيا المركز الحدودي بالقرب من القامشلي منذ بداية الحرب، وبنت سياج معدني أمام المدرسة الابتدائية. لا تبلغ مساحة هذا الشريط الضيق إلا عدة أمتار، ولكنه يسمح بقذف المواد الضرورية فوق الأسلاك الشائكة. قال أحد المعلمين المتقاعدين: "يجب الاعتراف بأن الأسلحة والمخدرات أيضاً تمر عبر الطريق نفسه".


الثلاثاء، ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٣

(سورية: المعارضة ستشارك في جنيف 2)

صحيفة الفيغارو 12 تشرين الثاني 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     تواجه المعارضة ضد بشار الأسد وضعاً صعباً تجاه الجيش النظامي، وهي منقسمة سياسياً، وتتعرض لضغط أمريكي ـ روسي مزدوج. لم يبق أمام هذه المعارضة إلا خيار أن تقول "نعم" لمؤتمر السلام. صوتت مختلف فصائل الإئتلاف الوطني السوري يوم الاثنين 11 تشرين الثاني على المشاركة في محادثات السلام مع النظام، وذلك في نهاية اليوم الثاني من النقاشات الصاخبة في استانبول. وحتى ممثلو المجلس الوطني السوري الذين كانوا يعارضون مؤتمر جنيف 2 حتى يوم التصويت، وافقوا على المشاركة في جنيف 2. كرر المجلس الوطني السوري شروطه لكي يحصل على موافقة أعضاءه، أي أن يكون جنيف 2 مبنياً على "نقل كامل للسلطة" إلى حكومة انتقالية، وأن "بشار الأسد والذين تلوثت أيديهم بالدماء لن يكون لهم أي دور في المرحلة الانتقالية".
     يحرص المعارضون في الخارج أيضا على الحصول على موافقة المتمردين على الأرض للمشاركة في مؤتمر جنيف 2، ولكن ذلك يبدو صعباً عندما نعرف أن أغلبية المتمردين المتجمعين حول الإسلاميين الأكثر راديكالية ترفض بوضوح أي حل تفاوضي للنزاع. هذا هو السبب في الشروط الإضافية التي طرحها الإئتلاف للمشاركة في جنيف 2، أي: "السماح للمنظمات الإنسانية بدخول المناطق المحاصرة من قبل الجيش، والإفراج عن المعتقليلن ولاسيما النساء والأطفال". ولكن لا نرى كيف يمكن أن يوافق النظام على هذه المطالب.
     على الصعيد الميداني، حقق جيش الأسد نجاحات عديدة بدعم من حزب الله اللبناني. استعادت القوات النظامية يوم الأحد 10 تشرين الثاني القاعدة العسكرية 80 الواقعة بالقرب من مطار حلب الدولي، وذلك بعد ثلاثة أيام من المعارك العنيفة. كان المتمردون يسيطرون على هذه القاعدة منذ ستة أشهر. يسمح هذا التقدم بالتفكير بإعادة فتح المطار قريباً بعد عام على إغلاقه. أصبح ذلك ممكناً بعد سقوط مدينة السفيرة التي كان المتمردون يسيطرون عليها منذ أكثر من عام، بالإضافة إلى سقوط مدينة تل عران باعتبارها آخر المدن التي يسيطر عليها المتمردون على الطريق بين السفيرة وحلب. يواجه معارضو الأسد أيضاً ضغوطاً في ضواحي دمشق منذ التخلي عن مدينة سبينة الإستراتيجية يوم الخميس 7 تشرين الثاني. قال أحد الدبلوماسيين الأمميين: "المتمردون في حالة تراجع. إذا لم يذهبوا إلى جنيف، فإنهم يخاطرون بفقدان كل شيء. على الصعيد الفردي، إن الكثير من أعضاء الإئتلاف يؤيدون جنيف 2".

     يتابع العرابان الأمريكي والروسي ضغوطهما في الكواليس. اجتمع الممثلون الروس مع رفعت الأسد والعميد مناف طلاس في جنيف خلال الأسبوع الماضي. باختصار، تتكثف المناورات الكبرى. اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الملك السعودي عبد الله لأن الولايات المتحدة تؤكد أن الملك السعودي يملك الضوء الأخضر الضروري للسماح لأتباعه في الإئتلاف بالذهاب إلى جنيف إلى جانب المتمردين المسلحين. يمضي الوقت بسرعة ليس فقط بالنسبة لمعارضي الأسد. تشير المعلومات التي حصلنا عليها إلى أن مبعوث الأمم المتحدة في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي هدد بالإستقالة إلى لم ينعقد مؤتمر جنيف 2 بحلول نهاية العام.