الصفحات

الخميس، ٢٣ كانون الثاني ٢٠١٤

(جنيف 2، دمشق تحاول طريق القوة)

صحيفة الليبراسيون 23 كانون الثاني 2014 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin

     تعطي تشكيلة الوفد السوري مؤشراً واضحاً على نوايا دمشق. إذا كان النظام قد شارك البارحة 22 كانون الثاني في مؤتمر السلام في مدينة مونترو السويسرية، فإن مشاركته ليست من أجل إيجاد حل سياسي، بل من أجل شن معركة وإظهار أن الحرب الجارية ليست أهلية إطلاقاً وأنها نزاع مفروض من الخارج. يتألف الوفد السوري من كبار الدبلوماسيين والعاملين في مجال الإعلام مثل وزير الإعلام عمران الزعبي وبثينة شعبان المستشارة الدائمة لبشار الأسد. لخض أحد دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي الحاضرين في جنيف هذا الوفد بقسوة قائلاً: "إنه فريق من القتلة، والمحنكين بجميع المفاوضات السابقة التي خدعوا فيها الأوروبيين والأمريكيين والإسرائيليين..."، وقال دبلوماسي آخر: "يواصل بشار الأسد معالجة الأزمة السورية باعتبارها مشكلة خارجية، أي مشكلة الإرهابيين الذين تتلاعب بهم قوى أجنبية".
      كان أداء الوفد السوري على هذا المستوى المتوقع، وبالتالي كان عنيفا ًجداً. هاجم وزير الخارجية السوري وليد المعلم المعارضة، واتهمها بالتواطؤ مع إسرائيل، وأنها لم تجلب إلا "العار" للبلد، وقال: "لقد خانوا سورية من خارج سورية، باعوا أنفسهم لم دفع له أكثر. لا يستطيع خائن أن يتكلم باسم الشعب السوري. نحن هنا من أجل تجنب انهيار الشرق الأوسط وحماية المسيحيين في الشرق الأوسط والقضاء على الإرهاب. الحل هو الحوار بين السوريين". تعرضت قطر والسعودية للإهانة أيضاً بصفتها العرابان الأساسيان للمعارضة، وأضاف قائلاً: "حاول البعض إعادة جمهوريتنا المدنية إلى العصور الوسطى. من المؤسف بالنسبة لي وللشعب السوري أن ممثلي بعض الدول التي قامت بتصدير الإرهاب يجلسون في هذه القاعة على الرغم من أن أيديهم ملطخة بالدم السوري".
      رفض وليد المعلم في خطابه صيغة العملية الانتقالية في سورية على الرغم من أنها أحد أهداف المؤتمر. كان ذلك متوقعاً، باعتبار أن الوفد السوري هو الوحيد الذي جاء إلى المؤتمر دون القبول بمعايير جنيف 1. قال وزير الخارجية الأمريكي: "لن يشارك بشار الأسد في الحكومة الانتقالية لأنه من المستحيل ولا يمكن تصور أن هذا الرجل الذي لجأ إلى مثل هذا العنف ضد شعبه بإمكانه الحفاظ على الشرعية من أجل الحكم". ولكن وليد المعلم رد عليه قائلاً: "السيد كيري، لا يحق لأي شخص في العالم إعطاء أو سحب الشرعية من رئيس ودستور أو قانون باستثناء السورين أنفسهم".

      انضم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى نداء جون كيري، وأدان "الهذيان الطويل والعدواني" لرئيس وفد "أعمى وأطرش". وأكد أن المؤتمر لا يهدف إلى الحديث عن "الإرهاب" كما تتمنى دمشق، بل تشكيل "حكومة انتقالية". كما أثنى على الموقف "المسؤول والديموقراطي" لرئيس وفد المعارضة أحمد الجربا الذي دعا الدكتاتور السوري إلى تسليم سلطته لحكومة انتقالية بموجب بيان جنيف 1. ولكن كما كان متوقعاً، رفضت موسكو هذا التفسير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق