صحيفة الفيغارو 23 كانون
الثاني 2014 بقلم مراسلتها في واشنطن
لور ماندفيل Laure
Mandeville
إن الأمريكيين محرجون حول
سورية على المدى القصير على الأقل. أصبحوا شبه عاجزين منذ تخليهم عن الخيار
العسكري في الصيف الماضي. هذا هو تحليل السفير فريدريك هوف Frederic Hof، الباحث
المتخصص بالشرق الأوسط في مركز Atlantic Council، والذي كان مستشاراً خاصاً لوزارة
الخارجية الأمريكية حول الملف السوري، وشارك في كتابة بيان جنيف 1 في شهر حزيران.
إذا كان هناك أحد ما زال يتوهم بقرب العملية الانتقالية السياسية في سورية، فإن
هذا الدبلوماسي السابق سيزيل هذا الوهم. إنه يؤكد بأن الهدف الرئيسي ما زال تشكيل
حكومة انتقالية تتمتع بـ "كامل السلطات التنفيذية"، ولكنه يعترف
بأنه "لا توجد أية فرصة" لتحقيق ذلك في الوقت الحالي، وقال:
"رفض نظام الأسد بوادر جنيف 2، وأعلن عن حملته لإعادة الانتخاب".
أشار فريدريك هوف إلى أن الاتفاق الذي تم
التفاوض عليه في جنيف حول الأسلحة الكيميائية أدى إلى نتيجة مأساوية "غير
مقصودة" هي إعطاء النظام السوري "شيك على بياض" للهجوم
على شعبه بجميع الوسائل العسكرية الممكنة باستثناء السلاح الكيميائي. لاحظ هوف أنه
ليس هناك سبب يدفع الأسد الذي يتقدم على الأرض إلى تغيير سياسته. من وجهة النظر
هذه، "يأسف" السفير هوف بصراحة لأن الولايات المتحدة لم تتدخل في
سورية عسكرياً خلال الصيف الماضي، وقال: "كان من الممكن أن يكون هناك
نتائج إيجابية للتدخل، لو أننا استطعنا مهاجمة أدوات الترهيب التي يستخدمها النظام.
قمنا باستبدال التهديد الفعلي باستخدام القوة مقابل اتفاق حول الأسلحة
الكيميائية".
إذاً، لماذا يجب الدخول في الرهان؟ قال هوف: "هذا
هو الرهان الوحيد الموجود حالياً، ولا يستطيع وزير الخارجية كيري السماح بكارثة
إنسانية فظيعة دون القيام بأي شيء". من جهة أخرى، أشار هوف إلى أن جزءاً
كبيراً من الدور الأمريكي سيكون بالحوار مع إيران وروسيا من أجل احتواء "زبونهما".
سيلتقي جون كيري مع الإيرانيين في مؤتمر دافوس. يعتبر هوف أن إيران بشكل خاص هي
التي "تملك المفتاح". تكمن الصعوبة في أن أولوية إيران هي
المحافظة على قوة حزب الله في لبنان باعتباره خط الدفاع والردع الأول في مواجهة
إسرائيل. يبقى نظام الأسد حليفاً حيوياً باعتبار أنه حافظ دوماً على القواعد
اللوجستية الخلفية للميليشيا. من الممكن أن يتغير ذلك في حال التوصل إلى اتفاق
نووي مع واشنطن، ولكن هوف يقول أنه يجب على الإيرانيين إدراك أن استمرار الجرائم
السورية قد يؤدي في النهاية إلى رد عسكري أمريكي شبيه بما حصل في البوسنة والهرسك
في حال وجد باراك أوباما نفسه أمام فضيحة كبيرة جداً. وحذر هوف قائلاً: "إن
هذا السيناريو قد يهدد عملية الحوار مع إيران".
حذر هوف بلده من وساطة رخوة ومنفصلة عن مونترو،
ودعا إلى دعم الائتلاف الوطني السوري بصراحة لكي يتمكن من تجسيد "البديل
الحيوي للأسد"، وقال: "إن الكثير من السوريين لا يتعلقوا بالنظام
إلا لأنهم لا يروا خياراً آخراً تجاه المجموعات الجهادية. إذا لم تكن واشنطن
واضحة، فإن هذا المؤتمر يمكن أن يصبح بيان الوفاة لما بقي من المعارضة العلمانية
ضد الأسد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق