افتتاحية صحيفة الفيغارو 25 كانون الثاني
2014 بقلم فيليب جيلي Philippe
Gélie
يعكف
الأطباء الجيدون في الدبلوماسية الدولية على معالجة الجروح السورية بواسطة القطن
واللصقات الطبية. ما هي فرص نجاحهم بإنقاذ مريض أصابته الغنغرينة وأصبحت حياته في
خطر؟ لم يُعلن عن فشل مؤتمر جنيف حتى الآن، ولكن هذا الفشل يبدو حتمياً. يواجه
وسيط الأمم المتحدة صعوبة كبيرة في جمع ممثلي بشار الأسد والمعارضة على طاولة
واحدة، وبالتالي يواجه صعوبة في البدء بمفاوضات جدية. يبدو أن الهدف المحدد لهذا
المؤتمر الهام لا يمكن بلوغه أيضاً: كيف يمكن تشكيل حكومة انتقالية يعارضها
النظام، في الوقت الذي لم يعد فيه الائتلاف
الوطني السوري يمثل التمرد الراديكالي؟ كما أن اختيار الدول المشاركة في المؤتمر
يتجاهل الواقع: تشارك السعودية التي تمول المجموعات السلفية في المؤتمر، بينما تم
استبعاد إيران التي تدعم النظام وترعى حزب الله.
هل
هو حذر أم حيرة، إن الدبلوماسية الغربية متأخرة دوماً في سورية. فات الأوان
لمساعدة المتمردين الذين تراجعوا أمام إسلاميي تنظيم القاعدة، كما فات الأوان أمام
تحديد "خطوط حمراء" ما دمنا مستعدين للتساهل معها. ولكن ما زالت
هناك فرصة لإعداد خطة طموحة عبر البدء بمفاوضات لوقف إطلاق النار وفتح ممرات
إنسانية.
ـ ما دامت
الدبلوماسية تتمهل، سيستمر السوريون بالموت بالآلاف بسبب الحرب أو الجوع، ترك 20 %
من السكان منازلهم، وتنتشر صدمة النزاع بخطورة في لبنان والعراق. هناك بحر يفصلنا
عن هذه الأعمال المروعة، ولكن كتائب الشباب الجهاديين المولعين بهذه المجزرة
السياسية ـ الدينية يتزايد عددهم في بلدنا باستمرار.
توجد
اليوم بعض الأمهات اللواتي تبكي جنون أطفالهن المراهقين الذين ذهبوا للانتحار في
سورية باسم قضية تتجاوز فهمهم. غداً، إنهم الناشطون المتمرسون والمؤدلجون الذين
سيعودون إلى أوروبا. من أجل لومها على جمودها؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق