صحيفة الليبراسيون 15 كانون الثاني 2014 بقلم
كليمانس ليزاك Clémance
Lesacq
استولى جيش بشار الأسد منذ يوم الاثنين 13 كانون
الثاني على عدة مواقع إستراتيجية في شرق حلب، الأمر الذي يبعث على الخشية من حصار
جديد على المدينة الثانية في سورية. استفاد الجنود السوريون من الحرب الداخلية بين
جهاديي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام والمتمردين السوريين في الجبهة
الإسلامية لاستعادة بعض الأراضي الواقعة تحت سيطرة التمرد.
تغرق
سورية في وضع أكثر تعقيداً بعد حوالي ثلاث سنوات من النزاع الدامي. أصبح شمال ـ
غرب سورية منطقة خارجة عن القانون، وتحولت إلى مسرح لمواجهة أكثر فأكثر عنفاً مع
السقوط المستمر لبراميل المتفجرات على المناطق المدنية، وقد أدانت لندن هذا العمل،
واعتبرته "جريمة حرب جديدة".
أدت
المعارك التي نشبت مؤخراً بين الجهاديين والمتمردين إلى مقتل سبعمائة شخص، وغيّرت
المعطيات على الأرض بشكل كبير. لأنه أصبح هناك ثلاثة أطراف تتقاتل داخل البلد. في
الوقت الذي يهدد فيه الجيش باستعادة حلب، سيطرت الدولة الإسلامية في العراق وبلاد
الشام يوم الاثنين 13 كانون الثاني على مدينة الباب، وأسرت عشرات المدنيين
والمقاتلين.
استعاد المتمردون المعادون للدولة الإسلامية في
العراق وبلاد الشام مدينة جرابلس بالقرب من الحدود التركية. إنها لعبة كراسي
موسيقية غير طبيعية، ولا يتمكن فيها أي طرف من الانتصار، ولكن الخاسرين فيها هم
نفسهم دوماً. لقد قُتِل أكثر من مئة وثلاثين ألف مواطن سوري منذ بداية التمرد في
شهر آذار 2011.
خلال
هذا الوقت، يجب على مؤتمر جنيف 2 المرتقب اعتباراً من 22 كانون الثاني أن يُقنع
المعارضة ودمشق بالجلوس على طاولة المفاوضات. يشارك في هذا المؤتمر الدول الأحد
عشر لأصدقاء سورية، ولكن ربما يقاطعه الائتلاف الوطني السوري. يُطالب بعض أعضاء
الائتلاف بوقف اللجوء إلى الأسلحة الثقيلة من قبل النظام وإقامة ممرات إنسانية.
ربما هددت واشنطن ولندن المعارضة بالتوقف عن دعمها في حال مقاطعتها للمؤتمر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق