صحيفة اللوموند
7 كانون الأول 2014 بقلم بنجامان بارت Benjamin
Barthe
إن حزب الله وحرس الثورة الإيراني ليسوا القوات
الأجنبية الوحيدة التي تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد. هناك أيضاً حوالي خمس عشرة ميليشيا شيعية
عراقية منخرطة في المعارك بشكل يساهم بتسريع الصبغة الطائفية للنزاع السوري.
تتزايد أهمية هؤلاء المتطوعين بعد أن كان انخراطهم يقتصر في البداية على الدفاع عن
ضريح السيدة زينب الشيعي، وشاركوا بأهم معركتين في الأشهر الأخيرة: أي السيطرة على
القصير في شهر حزيران والهجوم على جبال القلمون
في بداية شهر كانون الأول 2013. يعتبر أهم المتابعين لهذه الظاهرة التي
تنمو كثيراً أن عدد المقاتلين في هذه المجموعات المسلحة يتراوح بين خمسة وعشرة
آلاف رجل. قال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلنغ Peter Harling: "انفتحت الأبواب على
مصراعيها. لم يعد الأمر يقتصر على الدفاع عن أماكن تجمع السكان الشيعة. تعمل هذه
الميليشيات الطائفية ضمن منطق التوسع والهروب إلى الأمام، الأمر الذي يحفز
بالتأكيد على التطرف السني بالمقابل".
بدأ ظهور الميليشيات الشيعية العراقية في سورية
خلال عام 2012، ولكنه لم يظهر إلى العلن حتى عام 2013 عبر أفلام الفيديو المنشورة
على اليوتوب بهدف تجنيد بعض المتطوعين. إن أهم هذه الكتائب، أو على الأقل التي
أثارت الحديث حولها بشكل أكبر، هي كتيبة أبو الفضل العباس التي يُقدّر عدد عناصرها
بحوالي ألفي رجل. هناك ثلاث كتائب أخرى هامة نسبياً هي: كتيبة ذو الفقار التي
شاركت في شهر كانون الأول بمجزرة ضد ثلاثين شخصاً من سكان النبك في القلمون،
وكتيبة بدر التي تقول أنها تضم 1500 مقاتلاً وترتبط بشكل وثيق مع جهاز الدولة
الإيرانية، وكتائب حزب الله التي يشبه شعارها إلى حد كبير شعار حزب الله اللبناني.
لا تتوفر إلا معلومات قليلة جداً حول بقية الميليشيات الشيعية العراقية التي تنتمي
في أغلب الأحيان إلى مكاتب حرس الثورة السرية. إن عناصر هذه الميليشيات هم من
المتطوعين الذين أصبحوا متطرفين بسبب خطابات رجال السلطة الشيعة الذين يصفون
متمردي الجيش السوري الحر بأنهم "يهود" و"كفار"
أو "وهابيين" أو مرتزقة يحصلون على عدة مئات من الدولارات
شهرياً.
تشكل جميع هذه المجموعات قوة مساعدة هامة
بالنسبة لنظام الأسد. إنها تساعده في مواجهة إحدى التحديات العملياتية الأساسية:
أي المحافظة على المكاسب الميدانية. يستطيع الجيش السوري الهيمنة بسهولة في معارك
المواجهة بسبب قوة نيرانه الأعلى بكثير من قوة نيران المتمردين، ويتعرض لعمليات
توغل واستنزاف حالما يكون في موقف دفاعي. قال الباحث المتخصص بالشأن السوري في
جامعة إديمبورغ (Edimbourg) توما بييريه Thomas Pierret: "استعان النظام لفترة طويلة بحزب الله لكي يغطي ما
ينقصه. ولكن قدرة هذا الحزب محدودة، كما لا أنه لا يمكن أن يسمح لنفسه بالتهور
أمام الرأي العام اللبناني. استقر عدد عناصره في سورية بحدود عشرة ألاف رجل. عندما
تحتاج السلطة السورية إلى تعزيزات، يجب عليها البحث عنها في العراق".
إن إحدى أهم الأماكن الرئيسية لتعبئة المتطوعين
هو جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر. إنه أحد خطباء بغداد وزعيم المحرومين الشيعة،
وقد أشار في بداية النزاع السوري إلى أنه سيلتزم الحياد. ولكن هناك العديد من
المؤشرات منذ عدة أسابيع مثل صور المقاتلين الذي يحملون شعار "جيش
المهدي"، الأمر الذي يدفع للاعتقاد بوصول مئات من رجاله إلى سورية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق