افتتاحية صحيفة الفيغارو 20
كانون الثاني 2014 بقلم فيليب جيلي Philippe Gélie
إنه
أسبوع الحقيقة للدبلوماسية الدولية في الشرق الأوسط. يبدأ اليوم 20 كانون الثاني
تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع إيران بهدف تجميد البرنامج النووي الإيراني،
وسيبدأ مؤتمر السلام حول سورية في جنيف يوم الأربعاء 22 كانون الثاني. في
الحالتين، تتأرجح الدول العظمى بين الإرادة والحذر. هناك الكثير من العقبات على
طريق الحل التفاوضي في هذين الملفين الساخنين اللذين يهددان السلام العالمي. تراهن
الدبلوماسية في كلا الحالتين على سبب وجودها: أي توفير بديل عن الحرب.
هناك
حدود يتوقف عندها هذا التشبيه بين الملفين. إن الهدف في سورية هو إيقاف حمام الدم
الذي أدى إلى مقتل مئة وثلاثين ألف شخص ونزوح الملايين دون ظهور طرف مُنتصر. فيما
يتعلق بإيران، يتمثل التحدي في تجنب سباق نحو التسلح أو حتى نزاع إقليمي جارف. ولكن
المشكلتين مرتبطتان: إن المجتمع الدولي بحاجة لإيران من أجل تهدئة الوضع في سورية
التي يحارب فيها حزب الله، الذراع المسلح لإيران، في الصف الأول إلى جانب بشار
الأسد. إذاً، إن نجاح التسوية النووية مع رجال الدين الإيرانيين يمكن أن يؤثر على
المفاوضات السورية: إذا أوقفت إيران سباقها نحو القنبلة النووية، ستكون الفرصة
متاحة أمامها لفرض نفسها كطرف يحظى بالمصداقية ويُؤخذ كلامه بعين الاعتبار على
الساحة الدولية. يفترض ذلك أولاً أن تُبرهن إيران على حسن نيتها. هذا هو رهان
باراك أوباما الذي لم يحقق أي نجاح آخر في الشرق الأوسط. سنعرف قريباً النوايا الحقيقية لرجال الدين
الإيرانيين من خلال الطريقة التي سيلجؤون إليها لاغتنام بعض النواقص في الاتفاق،
أو إذا كانوا يماطلون عمداً في المفاوضات الهادفة إلى إيجاد حل نهائي.
إذا
كانت الشكوك تُبرر الكثير من الحذر، فإنها لا يجب أن تؤدي إلى إفشال بداية العملية
التفاوضية. تقع على أوباما مسؤولية تحييد جميع المزاودات في الكونغرس حول
العقوبات. يجب على إسرائيل إعادة النظر بتهديداتها حول الضربات الجوية حتى إشعار
آخر. من مصلحة العالم بأسره إطلاق موجة إيجابية من إيران إلى سورية من أجل إيقاف
الدائرة العقيمة للحرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق