صحيفة الليبراسيون
16 أيار 2013 بقلم لوك ماتيو Luc Mathieu
إن
الأعمال المُرعبة التي يقوم بها المتمردون هي ردّ على الأعمال الوحشية للقوات
النظامية. يغرق النزاع السوري في الأعمال الهمجية بعد أكثر من سنتين على بداية
المظاهرات السلمية الأولى الداعية إلى رحيل بشار الأسد. أدت العمليات التي قام بها
جيش النظام وميليشياته خلال الأسبوعين الأخيرين إلى مقتل أكثر من 300 مدني في
القرى التابعة لمنطقة طرطوس. وفي الوقت نفسه، ظهر فيلم فيديو نرى فيه أحد
المتمردين يعض بأسنانه الرئة التي انتزعها من جثة أحد جنود دمشق، الأمر الذي أثار
الرعب في ردود الفعل داخل المعارضة ومنظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وفي واشنطن.
استطاعت مجلة التايم الأمريكية ومنظمة هيومان رايتس ووتش الحصول على هذا الفيديو
الذي تم تصويره بتاريخ 26 آذار في محيط مدينة القصير، ثم قامتا بنشره على اليوتوب
يوم الأحد 12 أيار.
يكمن
الخطر الرئيسي اليوم في طغيان الصبغة الطائفية على النزاع، وتحوّله إلى دوامة من
العنف والانتقام الطائفي. حذّر السنة في منطقة حماة منذ الصيف من أعمال القصف
والهجمات على قراهم، وأشاروا إلى أن النظام يسعى إلى طرد سكان هذه الطائفة من
المنطقة الساحلية الممتدة من الحدود التركية إلى طرطوس. يسكن العلويون أغلب مدن
هذه المنطقة التي يمكن أن تُشكّل مكاناً ينسحب إليه القادة السوريون في حال سقوط
دمشق. تأكدت هذه المخاوف في الأسابيع الأخيرة مع الهجمات التي قام بها الجيش
السوري وحلفاؤه ضد مدينتين سنيتين في طرطوس. دفعت أعمال العنف بالمرصد السوري
لحقوق الإنسان لرفع حصيلة عدد القتلى التي أصبحت 94000 قتيل منذ شهر آذار 2011.
قامت
مجموعة متمردة باعدام ثلاثة ضباط في الجيش السوري في ساحة مدينة الرقة، كرد على ما
تعتبره "المجازر ضد السنة".
ظهر ذلك في فيلم فيديو على الأنترنت يوم الثلاثاء 14 أيار. قامت الجبهة الإسلامية
في العراق والشام بتبني عمليات الإعدام، وهي مجموعة جهادية مرتبطة بتنظيم القاعدة
في العراق. دعا المتمرد أبو صقر الذي قام بأكل لحوم البشر إلى الانتقام من
العلويين المسؤولين عن الأعمال الوحشية في باب عمرو بحمص. وكان المقاتلون السنة في
حماة قد قالوا إلى صحيفة الليبراسيون منذ شهر تموز 2012 أنهم لا يُفرّقون بين
العلويين والشبيحة، وأنهم مستعدون لذبحهم.
هل
تستطيع الهيئات الرسمية للمعارضة السيطرة على التمرد؟ من حيث المبدأ، لا. انقسمت
حركة التمرد شيئاً فشيئاً، وترفض الأوامر الصادرة من المُنشقين عن الجيش ومن
الرموز التاريخية للمعارضة في الخارج. تنقسم المعارضة حالياً بين تجمعين رئيسيين:
الأول، يضم السلفيين والجهاديين وأحياناً الأجانب. والثاني، يضم مقاتلي الجيش
السوري الحر. ولكن التجمع الثاني لا يخضع دوماً للقادة أنفسهم، وبرزت داخله بعض
المجموعات المستقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق