صحيفة الفيغارو
15 أيار 2013 بقلم بيير روسلان Pierre Rousselin
إن
ترشيح الرئيس الإيراني السابق (1989 ـ 1997) علي أكبر هاشمي رفسنجاني (78 عاماً)
إلى الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة بتاريخ 14 حزيران، يُشكّل منعطفاً
حاسماً في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية. يحظى هذا الرجل بمكانة أعلى بكثير من بقية المرشحين،
وكان من المؤسسين الأوائل للنظام الحالي مع الإمام الخميني. لم يعد بحاجة لأن
يُثبت شيئاً، وليس لديه شيء كبير ليخسره. لقد اغتنى بشكل علني بفضل نظام رجال
الدين، ثم خسر حظوته بسبب تنافسه مع المرشد الأعلى آية الله خامنئي، على الرغم من
أنه ساهم شخصياً في إيصال المرشد الأعلى إلى القمة. يبقى أن تقوم السلطات في
الجمهورية الإسلامية بتخفيف عدد المرشحين، وإلغاء الترشيحات التي لا تُناسبها. إن
إلغاء ترشيح رفسنجاني الذي يحمل صوت "الإصلاحيين" سيكون عملاً من الصعب
تحمل مسؤوليته من قبل السلطات العليا في طهران.
بدأ
السباق لخلافة محمود أحمدي نجاد، ومن المنتظر أن تكون معركة ضارية. هناك ثلاثة
معسكرات متناقسة: الأول هو المعسكر الإصلاحي بقيادة رفسنجاني وبدعم من الرئيس
السابق خاتمي وقادة الاحتجاج على انتخابات عام 2009 مثل موسوي وخروبي اللذان
يخضعان للمراقبة حالياً. المعسكر الثاني هو المحافظون في النظام، وقدموا عدة
مرشحين بمواصفات مختلفة مثل المُفاوض حول الملف النووي سعيد جليلي المُقرّب من
خامنئي، ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف الذي يتمتع ببعض الشعبية لدى الطبقات
الشعبية. المعسكر الثالث هو معسكر الرئيس الحالي أحمدي نجاد، ويُمثله إسفنديار
رحيم مشائي، اليد اليمنى للرئيس الحالي. ولكن أحمدي نجاد خسر ثقة المرشد الأعلى منذ وقت طويل، وانخرط في صراع مميت مع
رفسنجاني، وكان أحمدي نجاد قد هزم رفسنجاني في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية
عام 2005.
للوهلة الأولى، لم تكن شخصية رفسنجاني هي الأكثر
ظهوراً لحمل آمال المعسكر الإصلاحي. إنه في مرتبة حجة الإسلام (أقل مرتبة من آية
الله)، وغني جداً، ومُحافظ، وأحد أعضاء النخبة القائدة في النظام. هل سيُصوّت
الناخبون له باعتباره الأكثر قدرة على إخراج البلد والنظام من الوضع المُعقد؟ هل
المرشد الأعلى هو الذي اختاره شخصياً؟ أم أنه فرض نفسه لعدم وجود بديل؟ على العكس،
هل سيتم إبعاد رفسنجاني لأنه يُمثل خطراً على المصالح المُكتسبة؟ إن السياسة
الإيرانية غامضة جداً لدرجة أنه لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة حالياً. ولكن هذه
الأسلحة مطروحة.
يعاني الاقتصاد الإيراني بشدة من العقوبات التي
فرضتها الدول الغربية، وتواجه إيران تهديد القصف الإسرائيلي في حال مواصلتها
للبرنامج النووي العسكري. يريد النظام تجنب عودة الكابوس الذي خيّم عليه بعد
الانتخابات الرئاسية السابقة عام 2009، وقيام أحمدي نجاد بسرقة الانتصار من
المعسكر الإصلاحي. إن الحرب في سورية تجر إيران نحو المجهول بشكل مُقلق جداً
بالنسبة للسلطات في طهران.
إن
رفسنجاني رجل براغماتي قبل كل شيء، ومن أنصار اقتصاد السوق والحل على "النمط
الصيني" من أجل الحفاظ على النظام. يُنسب إليه إرادته
وقدرته على إيجاد اتفاق مع الغرب من أجل فك الحصار الذي يخنق البلد. إن دخوله إلى
ميدان السباق إلى الرئاسة، ليس أمراً ثانوياً، ويأتي بعد عدة سنوات من الصراع
الداخلي في قمة السلطة في الجمهورية الإسلامية، ولا شك بأنه سيُثير الجدل قبل
الانتخابات الرئاسية بتاريخ 14 حزيران.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق