صحيفة الفيغارو
13 أيار 2013 بقلم مراسلها في استانبول Burçin Gerçek
اتهمت الصحف التركية الصادرة يوم الأحد 12 أيار
دمشق بشكل واضح بعد عملية التفجير المزدوجة في ريحانلي، وكتبت العناوين التالية: "مجرمو
الأسد" و"الرعب السوري" و"الحرب
تجاوزت الحدود". وصرّحت السلطات التركية أنها عثرت
على العلاقة بين مُرتكبي التفجير وأجهزة الاستخبارات السورية. وقعت عملية التفجير
بعد ثلاثة أيام من تصريح رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان حول تأييد أنقرة
لإقامة منطقة حظر جوي في سورية، وتُعتبر إقامة مثل هذا الحظر المرحلة الأولى لتدخل
عسكري. لقد اتهم أردوغان نظام دمشق، واعتبر أنه يحاول "جر
تركيا إلى سيناريو كارثي".
هل
أرادت دمشق تحذير جارها عبر التخطيط لعملية التفجير الأكثر دموية في تركيا منذ عام
2000؟ على الرغم من نفي النظام السوري لأي تورط في هذا التفجير، يبدو أن الحكومة
التركية وأغلب الصحفيين متفقون على اسم: Acilciler، وهي مجموعة متطرفة تركية يسارية
مُقرّبة من النظام السوري، ويعتبرونها من بين المسؤولين المُحتملين عن التفجير.
ولكن بعض المحللين يدعون إلى الحذر من المظاهر، وألمحوا إلى أن هذا التفجير ربما
يكون من أجل دفع تركيا بسرعة نحو الحرب ضد سورية. كما تمت الإشارة أيضاً إلى
مجموعة جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة. اعتبرت بعض الصحف التركية أن الدعم
التركي الكبير للمعارضة السورية وصل إلى درجة غض النظر عن عمليات المرور السرية
للحدود ونقل الأسلحة، وانتقد العديد من المعلقين هذا الموقف لأنه يفتح الطريق أمام
وصول الحرب إلى تركيا.
صرّح
رجب طيب أردوغان يوم الأحد 12 أيار قائلاً: "ربما
تتعرض تركيا لامتحان صبرها وهدوئها. يجب أن نكون حذرين جداً، ونُحافظ على هدوئنا
تجاه أي استفزاز يسعى إلى جرّنا نحو المستنقع السوري الدامي".
واستبعد رئيس الحكومة التركي احتمال الرد العسكري التركي ضد سورية، قبل التأكد على
الأقل من أن دمشق هي التي تقف وراء هذا التفجير وضمان الحصول على دعم المجتمع
الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق