افتتاحية صحيفة
الفيغارو 11 أيار 2013بقلم بيير روسلان Pierre
Rousselin
إن
أفضل طريقة للفشل هي تحديد هدف بدون امتلاك الوسائل لتحقيقه. تميزت الدبلوماسية
الفرنسية تجاه سورية بعدم الانسجام: لقد طالبت برحيل بشار الأسد منذ حوالي سنتين،
ولكنه ما زال صامداً على حساب مجازر يومية، الأمر الذي جعل كلام فرنسا دون تأثير.
كما طلبت فرنسا إحالة الطاغية أمام المحكمة الجنائية الدولية دون القيام بأي
إجراء، الأمر الذي يعني إرضاء ضميرها مع المثابرة على الخطأ. ليس هناك اتجاه واضح،
لم تختر فرنسا أبداً بين الخيار العسكري الذي يستحيل تنفيذه والقيام بعمل دبلوماسي
يتطلب بذل الجهود في كل لحظة. الآن، وبعد أن اتفق الروس والأمريكيون على البحث عن
حل سياسي، حان الوقت لكي تستيقظ دبلوماسيتنا.
لا،
سورية ليست ليبيا. فشلت جهودنا المشكورة من أجل توحيد المعارضة. هناك أكثر من مئة
مجموعة مسلحة تُقاتل قوات النظام في وضع غامض جداً. أدى تعامينا إلى الاستمرار في
الأوهام: كيف يمكن المُطالبة بإرسال الأسلحة إلى المتمردين دون أن نكون قادرين على
السيطرة عليها وضمان عدم استخدامها ضدنا؟ يرفض أغلب شركائنا الأوروبيين المضي معنا
على هذا الطريق.
وصلت
سورية إلى مرحلة متقدمة من التفتت. ينتشر النزاع خارج حدود البلد. أدرك الأمريكيون
والروس أن الوقت أصبح متأخراً جداً لانتصار طرف على آخر. الأمر العاجل هو إيقاف
الخسائر والتوقف عن استعراض العضلات بدون جدوى.
دبلوماسيتنا مُهمشة، ويجب عليها أخيراً أن تأخذ
موسكو على محمل الجد حول الملف السوري. ساهمت فرنسا في فشل الاجتماع الأول في جنيف
في شهر حزيران 2012 عندما طالبت بأن يكون رحيل الأسد شرطاً مسبقاً للتسوية. إذا
اتفق الروس والغربيون على التوقف عن تشجيع الأكثر تطرفاً في كل معسكر، سيخدمون
السلام بشكل أفضل من أولئك الذين يُلوّحون بالمبادىء الكبيرة غير المجدية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق