صحيفة الفيغارو
10 أيار 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
يعمل
الدبلوماسيون الروس والأمريكيون على قدم وساق من أجل عقد مؤتمر دولي في نهاية أيار
يضم معارضيين وممثلين عن النظام. حسب معلوماتنا، قامت سويسرا بإعلام الولايات
المتحدة وروسيا أنها مستعدة لاستضافة هذا الاجتماع.
الهدف من هذا الاجتماع هو التوصل إلى جنيف 2، أي
تعديل الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الدول العظمى بتاريخ 30 حزيران 2012، ولكن
لم يتم تطبيقه. سيقوم اتفاق جنيف 2 برسم معالم الطريق نحو حكومة انتقالية، وينص
على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية وإنشاء لجنة أممية جديدة مع إعطاء
الوسيط الحالي الأخضر الإبراهيمي دوراً محورياً. من المفترض أن يقوم مجلس الأمن
بالمصادقة على قرار لإعطاء الاتفاق الجديد قوة أكبر.
سيجمع هذا المؤتمر حولي 15 شخصاً من النظام
(الوزير المكلف بالمصالحة علي حيدر على سبيل المثال) وعدد مماثل من المعارضين.
ولكن هؤلاء المعارضين سيُشاركون بصفتهم الشخصية، وليس بصفتهم أعضاء في هذا الطرف
أو ذاك داخل المعارضة على أمل إخفاء انقساماتهم. من جهة أخرى، دعا بعض المعارضين إلى
مشاركة السعودية ومصر وإيران من أجل إشراك جميع الدول التي لها مصالح في سورية.
قال دبلوماسي أممي مؤكداً: "عدنا إلى مجموعة العمل التي حاول
كوفي عنان إنشاءها دون جدوى".
عاد
الأمل بعد اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير
بوتين في موسكو يوم الثلاثاء 7 أيار. قال معارض على اتصال مع الطرفين: "جاء
كيري مع كامل أعضاء وفده، وكان يحمل تفويضاً للتفاوض".
فيما يتعلق بالروس، قال هذا المعارض: "كان
الروس راضين لإقناعهم الأمريكيين بأن الخطر الحقيقي هو الإرهاب، وأن الوضع يتجه
نحو حرب إقليمية في حال عدم التوصل إلى اتفاق بينهما".
اتصل
الدبلوماسيون الأمريكيون والروس غداة هذا اللقاء بنقاط اتصالهم مع المعارضين
السوريين. سيذهب السفير الأمريكي السابق روبيرت فورد إلى استانبول حاملاً رسالة
الرسالة التالية إلى قادة الإئتلاف الوطني المترددين جداً حيال المشاركة في مثل
هذا المؤتمر: "إنها الفرصة الأخيرة لكي تكونوا حاضرين، وإلا سيفوتكم قطار
التاريخ". والسبب! سيضم الاجتماع معارضي الأحزاب الأخرى. أشار أحد
الدبلوماسيين إلى نقص الصفة التمثيلية للإئتلاف على الأرض، وأنه تحول إلى أداة بيد
عرّابيه القطريين والأتراك، وقال: "وبذلك، لم يعد
الاعتراف الدولي بصفة الممثل الوحيد
للمعارضة يُساوي شيئاً". هذا هو السبب في ردود الفعل المعادية
من قبل مسؤولي الإئتلاف، وإصرارهم على نقطة عدم
التفاوض مع الأسد خلال الفترة الإنتقالية.
أكد
جون كيري لمسؤولي الإئتلاف أن "الأسد لن يُشارك في حكومة
انتقالية". ما زال مصيره يُشكل نقطة الخلاف الأساسية بين
موسكو وواشنطن، ولكن يبدو أن الدولتين العظميين اتفقتا على عدم جعله شرطاً مسبقاً
لبدء الفترة الانتقالية. قال الدبلوماسي المذكور أعلاه: "في
جميع المفاوضات، تُترك المسائل الصعبة للنهاية. الهدف هو أن يدرك الأسد بأنه لم
يعد يستطيع الاستمرار. خلال الفترة الأولى، سيبقى ضمن إطار رمزي فخري. ولكن في
النهاية، سنعود إلى ما كان الروس يريدونه منذ البداية: أي بقاء الأسد رئيساً حتى
نهاية ولايته عام 2014، ثم يتقاعد. بانتظار ذلك، سيلعب ورقته الأخيرة التي يملكها:
أي أن يكون مرشحاً للرئاسة للتفاوض بشكل أفضل على خروجه".
رحّبت دمشق بالتقارب الأمريكي ـ الروسي، وعبّرت
عن ثقتها تجاه حلفائها الروس. فيما يتعلق بالقطريين والأتراك، ما زالوا صامتين.
ولكن هناك خبر عن زيارة لرئيس الوزراء القطري إلى إيران في الأسبوع القادم، وسيصل
مسؤول روسي رفيع المستوى إلى جنيف يوم الاثنين 13 أيار. بانتظار ذلك، يقوم الروس
والأمريكيون بإعداد "الأوراق المشتركة"، وطلبوا من بعض المعارضين إعداد
"نظرتهم للفترة الانتقالية".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق