صحيفة اللوموند
12 أيار 2013 بقلم مراسلتها في واشنطن كورين لينس Corine Lesnes
يوفّر
الاتفاق بين موسكو وواشنطن حول الدعوة إلى مؤتمر حول سورية مهلة قصيرة لإدارة
أوباما. لقد تعرّض الرئيس الأمريكي لانتقادات تتهمه بإضعاف "الخطوط
الحمراء" التي وضعها بنفسه حول استخدام نظام بشار الأسد للسلاح الكيميائي،
كما تعرّض لضغوط كبيرة لاتخاذ قرار حول احتمال إرسال الأسلحة للمعارضة. إن زيارة
وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى موسكو يومي 7 و8 أيار والتفاهم الواضح بين
البلدين حول ضرورة استئناف الحل السياسي، سمحت بتأجيل مسألة الانخراط الأمريكي
بشكل مباشر.
قلّل
جون كيري بعد عودته من أوروبا من أهمية الخلاف مع موسكو حول مصير بشار الأسد
واستمرار مبيعات الأسلحة الروسية إلى سورية، وأكد في حوار نظمته Google على
الأنترنت بأنه من غير الممكن أن يكون الدكتاتور السوري جزءاً من حكومة انتقالية.
كما أكد بشكل أوضح الاتهامات حول الأسلحة الكيميائية، وأدان "الخيارات
المُرعبة التي اتبعها نظام بشار الأسد عبر اللجوء إلى غازات نعتقد أننا نملك
برهاناً قوياً على استخدامها". وفي الوقت نفسه، اتهم رئيس
الوزراء التركي رجب طيب أردوغان النظام السوري بأنه "تجاوز
الخط الأحمر منذ فترة طويلة". لم يتطرق جون كيري مرة أخرى
للموضوع الهام المتعلق بمبيعات الأسلحة الروسية للنظام السوري، ولكنه أكد قبل يوم
واحد في روما أنه كان "واضحاً جداً"
عندما ذكّر نظيرة الروسي سيرغي لافروف بأن الولايات المتحدة "تُفضّل"
عدم قيام روسيا بتقديم مساعدة عسكرية إلى سورية. ومن الأفضل أيضاً عدم إرسال
صواريخ S-300 التي تسمح لقوات النظام بإحباط الضربات الإسرائيلية وزيادة صعوبة
إقامة منطقة حظر جوي. لقد صرّح جون كيري بعد عدة ساعات من لقائه مع سيرغي لافروف
أن تسليم الصواريخ إلى سورية يحمل "إمكانية عدم
الاستقرار".
صرح
وزير الخارجية الروسي يوم الجمعة 10 أيار أثناء زيارته إلى فرصوفيا للمشاركة في
اجتماع ثلاثي مع نظيريه البولوني والألماني: "تبيع
روسيا ـ الصواريخ ـ منذ وقت طويل، وقامت بالتوقيع على عقود، وتقوم حالياً بإنهاء
عمليات التسليم بموجب العقود الموقعة. لا يوجد أي قانون دولي يمنع القيام بذلك.
إنها أسلحة دفاعية لكي تستطيع سورية الدفاع عن نفسها ضد الضربات الجوية".
ولكن الوزير الروسي لم يُوضّح فيما إذا كانت صواريخ S-300 هي جزء من العقد الذي يجري تنفيذه
حالياً.
بشكل
موازي، ذهب السفير الأمريكي المُكلّف بالملف السوري روبيرت فورد إلى الحدود
السورية، والتقى هناك مع رؤساء المعارضة. أشار قائد الجيش السوري الحر في حلب
العقيد عبد الجبار العقيدي إلى أن هذا الاجتماع تطرق إلى مسألة التزوّد بالأسلحة.
أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية زيارة روبيرت فورد، وأكد أنه
اخترق الحدود السورية "لعدة أمتار"
للاجتماع مع رئيس أركان الجيش السوري الحر العميد سليم إدريس والعقيد العقيدي. كما
أشار الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن السفير الأمريكي كان
يُرافق قافلة مساعدة طبية وإنسانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق