صحيفة الليبراسيون
13 أيار 2013 بقلم مراسلتها الخاصة في ريحانلي هالة قضماني
لم
يخرج السوريون في ريحانلي من منازلهم منذ بعد ظهر يوم السبت 11 أيار. لقد اندلع
العنف ضد كل ما يشبه السوريين بعد عملية التفجير المزدوجة التي ضربت مدينة ريحانلي
التركية على الحدود مع سورية، الأمر الذي أضاف الرعب إلى الإرهاب. تعرض ياسر بدوي
الذي كان يقود سيارته ذات اللوحة السورية بالقرب من باب الهوى إلى الاعتداء والرفس
من قبل خمسة شباب أتراك غاضبين، وقال أن "الناس يلعنون
السوريين". كما يتعرض السوريون في ريحانلي للضرب في الشوارع،
وتتعرض سياراتهم للملاحقة في شوارع المدينة، وفي بعض الأحيان يتم اقتحام بيوتهم في
المدينة، كما تزايدات أعمال النهب ضد المحلات التي يملكها السوريون.
إنها
صدمة عنيفة بالنسبة للسوريين اللاجئين في ريحانلي، فقد كانوا يقولون حتى الآن أن
سكان المدينة "استقبلوهم بشكل رائع".
إن أغلب سكان هذه المدينة (60.000 نسمة) هم من الأتراك السنة ذو الأصول العربية،
ويتكلم أغلبهم اللغة العربية، وأظهروا تضامناً كبيراً مع الهاربين من هجمات جيش بشار الأسد. وصل 25000 سوري إلى ريحانلي منذ
حوالي سنة، وأقاموا بها مع عائلاتهم، وافتتحوا مدرسة ومحلات تجارية بالمشاركة مع
سكان المدينة الأصليين في أغلب الأحيان. بالتأكيد، اشتكى بعض الأتراك من تدفق
السوريين الذي أدى إلى ارتفاع آجار السكن وانخفاض الأجور، ولكن العلاقات في
ريحانلي بقيت مُنسجمة بعكس الوضع في أنطاكية ذات الأغلبية العلوية المُتعاطفة مع
النظام السوري.
ازداد التوتر فجأة في الأسبوع الماضي عندما قام
متظاهرون سوريون بحرق العلم التركي في ساحة بلدية ريحانلي، الأمر الذي اعتبره بعض
الأتراك القوميين والمعارضين لحكومة رجب طيب أردوغان بأنه استفزاز، وعبّروا عن
خشيتهم من وصول "الأزمة السورية إليهم".
تعرّض العديد من اللاجئين السوريين للاعتداء بعد هذا الحادث، وجُرِح بعضهم، وقامت
السلطات بنشر قوات الشرطة خوفاً من أعمال ترهيب جديدة. كما يسود التوتر بشكل واضح
في بقية المدن التركية التي تستقبل اللاجئين السوريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق