صحيفة الفيغارو
27 أيار 2013 بقلم مراسلها في إسرائيل أدريان جولمز Adrian
Jaulmes
أدت
الأزمة السورية إلى انقسام المسؤولين الأمنيين في إسرائيل. يعتبر بعضهم أن السقوط
المحتمل لبشار الأسد يُشكّل فرصة تاريخية للقضاء على المحور الإستراتيجي بين إيران
ودمشق وحزب الله، وإضعاف آخر خصم حقيقي يُشكل تهديداً لها على الحدود الشمالية. كل
ذلك دون أن تحتاج إسرائيل للقيام بأي شيء، كما لن تكون بحاجة إلى إعادة الجولان
إلى سورية.
يُحذّر مسؤولون أخرون من الفوضى التي قد تنجم عن
سقوط الأسد، ويخشون من قيام المجموعات الجهادية بتحويل سورية إلى قاعدة خلفية لشن
الهجمات ضد إسرائيل. تعتبر هذه القراءة أنه بدلاً من الفوضى، من الأفضل وجود
دكتاتورية جيدة يمكن التوصل معها إلى إقامة "قواعد
للعمل"، وتُشكّل "عنواناً"
يمكن الرد عليه في حال عدم التفاهم. وذكّر هؤلاء المسؤولين بأن نظام الأسد سمح
بالحفاظ على الهدوء في الجولان خلال أربعين عاماً تقريباً.
هناك
أيضاً مقاربة ثالثة في إسرائيل، يراهن
أصحابها على بقاء بشار الأسد في السلطة داخل سورية ضعيفة، ويعتبرون أن
الهجوم المضاد الذي شنّه النظام في القصير بمساعدة حزب الله وبدعم دبلوماسي روسي
والجمود الأمريكي، هي مؤشرات بأن الأسد ما زالت أمامه فرصة كبيرة للبقاء في
السلطة، على الأقل في مراكز المدن والأراضي التي يُسيطر عليها. يعتبر أصحاب هذه
المقاربة أن استمرار المواجهة بين الأسد وحلفائه الشيعة من جهة، والجهاديين
السلفيين من جهة أخرى، هي أفضل سيناريو يمكن تصوره. كتب يوسي ميلمان Yossi Melman في صحيفة جيروزالم بوست: "كلما
استمرت الحرب لفترة أطول، كلما ازداد ضعف سورية وسقط آلاف المقاتلين من حزب الله
للدفاع عن بشار الأسد ونظامه وأزعجت السياسة الإيرانية. تجري الأحداث لمصلحة
إسرائيل وسيستمر الوضع الإستراتيجي بالتحسن. ولكن المسؤولين الإسرائيلين لن
يعترفوا بذلك علناً... من حقنا من أن نُفكّر بذلك، ولكن ليس من حقنا أن
نقوله".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق