صحيفة اللوموند
31 أيار 2013 بقلم مراسلها في بروكسل جان بيير ستروبانتس Jean-Pierre
Stroobants
يجب
التأكيد في هذه المرحلة على أن فرنسا وبريطانيا لم تُشيرا إطلاقاً إلى إرادتهما
بإرسال الأسلحة إلى المتمردين في سورية بشكل فعلي... لأنهما تعرفان جيداً الصعوبات
العملية لذلك، ولأنهما تعرفان أيضاً أنه لا يمكن استبعاد مخاطر وصولها إلى "أيدي
سيئة" على الأرض بسبب عدم وجود أية قوة مراقبة حقيقية على
الأرض، ولأنه سيكون من الصعب جداً متابعة منطق مزودوج يشمل الخيارين العسكري
والدبلوماسي.
لم
يتفق الأوروبيون على الطريقة الواجب اتباعها، ولكنهم متفقون على الهدف: يجب الضغط
باتجاه حل سياسي. هذا هو السبب في تحديد موعد الأول من آب للسماح بتقدم المفاوضات.
يعتبر المعسكر الأول داخل الاتحاد الأوروبي أن التهديد بتسليح المتمردين يمكن أن
يدفع نظام بشار الأسد إلى استخدام جميع قواته في المعركة، وبالتالي إغراق بلده في
الجحيم بشكل نهائي. أما المعسكر الآخر (باريس ولندن) فيعتبر أن ذلك يمكن أن يُقنع
النظام السوري بالذهاب إلى طاولة المفاوضات. من الواضح أن الفرنسيين والبريطانيين
أرادوا الاحتفاظ بدورهم في المفاوضات المحتملة في جنيف 2، وفي الوقت نفسه، قاموا
بعمل ربما يكون مفيداً في المستقبل، إذا استطاعت قوات المعارضة الانتصار في
النهاية.
يُمثل موضوع إرسال الأسلحة محاولة لإزالة
العراقيل أمام العملية الدبلوماسية، ولكن من غير المؤكد أن يكون لهذا الرهان تأثير
حقيقي على الأرض، إنها مجازفة. ردت روسيا على هذه الخدعة بالإعلان عن تسليم دمشق
صواريخ أرض ـ جو غداة اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل. أرادت
موسكو من وراء ذلك تأكيد مواقفها بشكل واضح، تعتبر موسكو أن هذه الصواريخ تسمح
بتجنب "تدخل خارجي" في سورية.
ولكن يجب على روسيا أن تُلاحظ بأن صواريخ S-300 لن تُغيّر موازن القوى على المدى
القصير. يُشير الخبراء إلى أنه لا بد من سنة على الأقل من أجل اندماج هذه الصواريخ
ضمن النظام الدفاعي السوري ونشرها، بالإضافة إلى عدة أشهر إضافية من أجل تأهيل
الفنيين القادرين على استخدامها.
هل
ستكون الدبلوماسية الأوروبية قادرة على استدراك الوقت الضائع، على الرغم من عجزها
عن تحديد إستراتيجية قادرة على توحيد دول الاتحاد الأوروبي وتقديم أمل بحل المأساة
السورية؟ لا تُبشّر نقاشات يوم الاثنين 27 أيار بالخير. يجب على الدول الأوروبية
إعداد حلول دبلوماسية مُقنعة، وتحويل الاتحاد الأوروبي إلى طرف يتحلّى بالمصداقية
إلى جانب واشنطن وموسكو، حتى ولو كان شركاء باريس ولندن يريدون تجنب اشتعال الوضع
وانتشاره، وربما يخشون من أن يُساهم تسليح المعارضة في اندلاعه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق