صحيفة الليبراسيون
10 أيار 2013 بقلم مارك سيمو Marc Semo
ما
زالت لندن وباريس وواشنطن حذرة على الرغم من المؤشرات الملموسة لاستخدام أسلحة
كيميائية "على مستوى ضيق" كما قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل. ولكن
الجميع يؤكد على ضرورة جمع "براهين قوية" من أجل تحديد الجهة التي استخدمتها، حتى ولو كان لا يوجد أي شك بأن
أغلب الحالات المشتبه بها هي من فعل النظام الذي يريد امتحان التصميم الحقيقي
للعمل الغربي. أعلن النظام البارحة 9 أيار أنه "مستعد
لاستقبال لجنة التحقيق الأممية حول الأسلحة الكيميائية بشكل فوري"،
إنه نوع من تقديم بعض التنازلات في الوقت الذي يبدو فيه أن الدوامة الدبلوماسية
بدأت تنفتح بالنسبة للسلطة البعثية بفضل حاميها الروسي.
أعلن
الوزيران الروسي والأمريكي عن الدعوة "بأقصى
سرعة" إلى عقد مؤتمر دولي حول سورية، وأن تُشارك فيه المعارضة
والنظام. رحّبت دمشق بهذه الدعوة، ودعت الولايات المتحدة إلى إثبات
"مصداقيتها" من خلال حث حلفائها على "إيقاف العنف والإرهاب".
أما الإئتلاف الرئيسي للمعارضة، فقد رفض هذه الدعوة، وأكد على رحيل الدكتاتور بشكل
فوري.
إن
الفرصة ضئيلة أمام نجاح هذه المبادرة التي تظهر كتنازل غربي. إنها مكافأة لقدرة
الكريملين على إلحاق الضرر ولدعمه الكامل إلى نظام دمشق، ونجح في فرض نفسه كشريك
لا يمكن تجاوزه في أي تسوية بشكل يؤكد عودته إلى الساحة الشرق أوسطية بعد عدة
سنوات من الغياب. إنها هزيمة مُرّة بالنسبة للعواصم الغربية، ابتداء من باريس التي
اعترفت متأخرة بإئتلاف المعارضة كـ "ممثل شرعي ووحيد للشعب السوري".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق