(المتمردون
السوريون يستهدفون الطائرات) ـ صحيفة الفيغارو
29/11/2012 ـ جورج مالبرونو Georges
Malbrunot
ربما يكون المنعطف الذي طالما انتظره المتمردون، فقد
استطاعوا إسقاط طائرتين سوريتين في شمال سورية خلال أقل من أربع وعشرين ساعة. في
صباح يوم الأربعاء 28 تشرين الثاني، دمّر صاروخ إحدى الطائرات المقاتلة ـ القاذفة
فوق قرية ترمانين الواقعة على بعد ثلاثين كيلومتراً شمال ـ غرب حلب، وتم أسر
الطيار. وفي يوم الثلاثاء 27 تشرين الثاني، استطاع المتمردون تدمير طائرة مروحية
عن طريق صاروخ أرض ـ جو عندما كانت تقصف في محيط قاعدة الشيخ سليمان على بعد 25
كيلو متراً شمال ـ غرب حلب. تُمثل هذه القاعدة موقعاً إستراتيجياً بالنسبة لبشار
الأسد، ويسعى المتمردون إلى السيطرة عليها منذ عدة أيام من أجل تحييد سلاح
الطائرات في هذه المنطقة. قامت عدة كتائب متمردة، ومنها كتيبة ذات توجه إسلامي
قوي، بتبني إطلاق هذا الصاروخ.
استطاع المتمردون خلال عشرة أيام السيطرة على خمس
قواعد عسكرية للسلاح الجوي بين إدلب ودير الزور، وأهمها بدون منازع قاعدة 46 التي
تُقلع الطائرات السورية منها لقصف غرب حلب. كما استولى الثوار على غنيمة كبيرة في
الشيخ سليمان تتضمن حوالي عشرة دبابات ومدافع هاون ثقيلة ومنصات لإطلاق القذائف
ومدافع. وتمت سرقة عشرات الصواريخ من مستودعات الجيش ولاسيما صواريخ Gammon S-200/SA-5 وهي أهم الصواريخ المتطورة
الموجودة لدى جنود الأسد.
سجل المتمردون بلا شك بعض النقاط، ولكن دون أن
يستطيعوا السيطرة بشكل كامل على إحدى المدن وتحويلها إلى "منطقة محررة".
أشار أحد الدبلوماسيين في باريس إلى أنه "إذا استمر المتمردون بإسقاط
الطائرات المروحية، فإن طياريها لن يتجرؤوا على الإقلاع".
كان معارضو الأسد يعانون حتى الآن من نقص كبير في
الصواريخ المضادة للطائرات. لقد استطاعوا خلال الأشهر الأخيرة إسقاط عدة طائرات
مروحية عن طريق الرشاشات الثقيلة. ولكن بدون وجود صواريخ أرض ـ جو متطورة (مثل
صواريخ ستينغر الأمريكية الصنع أو صواريخ SA-18
الروسية الصنع)، لن يكون بإمكان المتمردين تغيير موازين القوى تجاه جيش مُجهز بشكل
أفضل منهم. لقد استطاعت الطائرات المروحية السورية تكبيد المتمردين خسائر كبيرة
منذ بداية الصيف الماضي، وكانت هناك أيضاً خسائر بين المدنيين الذين كانوا يتهمون
المتمردين أحياناً بأنهم مسؤولون عن وضعهم المأساوي.
كان الجيش يقوم بتموين قواته على الأرض من خلال
الحفاظ على قواعده الجوية، ولكن هذه القواعد ستصبح أقل فعالية بكثير بعد ظهور
الصواريخ المضادة للطائرات. قال لنا مسؤول قطري مؤخراً: "ربما لن يكون ذلك
حاسماً بشكل مؤكد، ولكن إذا استطاع المتمردون إسقاط طائرة مروحية يومياً، فإن ذلك
سيؤدي إلى تسريع الانشقاقات، ولاسيما الإنشقاقات الهامة مثل انشقاق أفواج ووحدات
بأكملها".
استطاع المتمردون ـ لا نعرف من هم ـ خلال الصيف تهريب
حوالي عشرين صاروخاً من طراز Manpads
(صواريخ محمولة) وبعض صواريخ ستينغر وبعض صواريخ Cobra الروسية الصنع. وقد أكد لنا
أحد المقربين من المتمردين خلال زيارته إلى باريس الأسبوع الماضي أنهم "قاموا
بإخفاء هذه الصواريخ". إن السؤال الآن هو معرفة فيما إذا كانت الصواريخ
المستخدمة في الأيام الماضية هي من الصواريخ الموجودة سابقاً أم أنها صواريخ جديدة
وصلت إليهم؟ يبدو أن الفرضية الأولى هي المُرجّحة نظراً لأن الشروط التي فرضتها
الدول الغربية لتوحيد المتمردين قبل تزويدهم بالسلاح، لم تتم تلبيتها حتى الآن.
اعتبر بعض
الخبراء المستقلين أنه ربما يتخلى النظام عن شمال سورية في منتصف عام 2013.
بانتظار ذلك، يجب على المعارضة المسلحة ضمان سيطرتها على مطار حلب والتغلب على
العقبة الكردية. لقد قام ناشطو حزب الاتحاد الديموقراطي (المقرّب من حزب العمال
الكردستاني) بالتحصن في أراضيهم بشمال ـ شرق سورية، ويرفضون الخضوع لسيطرة
المتمردين العرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق