(خلافات
فرنسية ـ أمريكية بسيطة في الشرق الأوسط) صحيفة اللوموند 30/11/2012 بقلم ناتالي
نوغايرد Natalie
Nougayrède
إن الجزء الأهم من دبلوماسية فرانسوا هولاند حول
الملف الفلسطيني هو ما يجري في الكواليس وليس الجزء المُعلن منها. كانت هناك
محاولة جادة، ولكنها فشلت في النهاية، لإقناع الإدارة الأمريكية
"بالتحرك" سريعاً حول الشرق الأوسط. تجدر الإشارة إلى أن هذه المحاولة
الفرنسية كانت بتنسيق الكامل مع وزارة الخارجية البريطانية، فقد قال أحد
الدبلوماسيين الفرنسيين: "لا يمكن أن يكون هناك أمل بالتأثير على الشرق الأوسط
بدون تنسيق فرنسي ـ بريطاني".
كان إعلان فرنسا بالتصويت بـ "نعم" على رفع
مستوى تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة، نتيجة لخيبة أملها من موقف إدارة باراك
أوباما. كان الدبلوماسيون الفرنسيون يعملون منذ شهر أيلول مع زملائهم البريطانيين
من أجل حث الرئيس الأمريكي على القيام بمبادرة قوية حول الملف الفلسطيني ـ
الإسرائيلي، وكانت باريس تعتبر أنها الوسيلة الوحيدة لإقناع محمود عباس بالتخلي عن
التصويت في الأمم المتحدة. تم طرح عدة أفكار مثل: قيام باراك أوباما بإلقاء كلمة
لإستئناف عملية السلام غداة انتخابه، أو الإعلان عن بيان أوروبي ـ أمريكي، أو حتى
الإعداد لقرار في مجلس الأمن لتحديد معايير التسوية على أساس حدود عام 1967.
عندما تلقت فرنسا الجواب الأمريكي النهائي قبل حوالي
أسبوع، أعلنت باريس أنها ستدعم المسعى الفلسطيني. قال مصدر مُقرّب من الرئاسة
الفرنسية: "لم يكن هناك تردد فرنسي، بل مرحلة دبلوماسية ومحاولة للعمل مع
الأمريكييين حول شيء إيجابي يمكن أن يكون له تأثير حقيقي على الأرض".
يُمثل هذا الموقف الفرنسي انتقاداً ضمنياً لـ
"حذر" الإدارة الأمريكية الذي يشبه الجمود. لقد تمسكت الإدارة الأمريكية
بمواقفها التي تتضمن أنها لن تفعل شيئاً قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية في
شهر كانون الثاني 2013 وقبل تشكيل الإدارة الأمريكية الجديدة في واشنطن. وأشارت
باريس إلى أن الولايات المتحدة لا تحب تدخّل الأمم المتحدة.
يُضاف هذا
الخلاف بين فرنسا والولايات المتحدة إلى الخلافات البسيطة بينهما حول سورية. لقد
اعترفت فرنسا بالإئتلاف الوطني السوري، ولكن واشنطن اعتبرت ذلك سابقاً لأوانه. على
الرغم من ذلك، أشار مسؤول فرنسي إلى أن باريس ما زالت تأمل بقيام الأمريكيين بعمل
أكثر قوة تجاه بشار الأسد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق