الصفحات

الثلاثاء، ٤ كانون الأول ٢٠١٢

(تقدم هش للمتمردين)


 صحيفة الليبراسيون 4/12/2012 بقلم لوك ماتيو Luc Mathieu،
     إنها حرب بجبهات متغيرة، والمواقع التي يبدو أنه تم السيطرة عليها، يظهر فجأة بأنها مواقع مُتنازع عليها. كان المتمردون في ليبيا يحققون تقدماً مستمراً بمساعدة الحلف الأطلسي، ولكن المعارضين السوريين لا يمكنهم التأكد إطلاقاً من أنهم أبعدوا القوات الحكومية بشكل نهائي.
     يسيطر المتمردون على الجزء الأكبر من شمال سورية بين حلب والحدود التركية، كما اقتربوا من دمشق، واستولوا على معظم المراكز الحدودية مع العراق.
     في حلب، يسيطر الجيش السوري الحر وبعض المجموعات السلفية على الأحياء الأساسية في شرق وجنوب المدينة، ولكنهم يواجهون صعوبة في التقدم. ما زالت الأحياء السنية التي يسيطر عليها المتمردون، تتعرض للقصف ولقذائف الهاون من قبل الجيش السوري، كما يتعرضون أحياناً إلى هجمات مضادة واسعة. لقد شن جنود النظام بتاريخ 3 كانون الأول هجوماً على حي بستان الباشا الذي يسيطر عليه المتمردون منذ عدة أشهر، وربما استطاعوا السيطرة على الشارع الرئيسي، وما زالت المعارك مستمرة في الشوارع المحيطة به.
     ما زالت مواقع المتمردين غير ثابتة في قرى شمال حلب على الرغم من أن الجيش غادرها. لقد تعرضت قرية عتمة للقصف في الأسبوع الماضي على الرغم من أنها كانت بمنأى عن القصف حتى الآن، كان الجيش السوري يستهدف مركز التنسيق الذي أقامه المتمردون في شهر تشرين الأول. كما اندلعت المعارك يوم الأحد 2 كانون الأول في المركز الحدودي القريب من باب الهوى الذي غادرته قوات بشار الأسد الصيف الماضي. لقد سقطت قذائف النظام خلال عطلة نهاية الأسبوع على قرية ريحانلي التركية دون سقوط ضحايا، وهذا يدل على أن قوات النظام ما زالت تحافظ على بعض المواقع في هذه المنطقة حتى ولو كانت معزولة،. كما قُتِل بتاريخ 3 كانون الأول 12 شخصاً منهم ثمانية متمردين أثناء غارة جوية على رأس العين.
     استخدمت القوات الحكومية أيضاً الطائرات والمدافع منذ نهاية الأسبوع الماضي من أجل إبعاد المعارضين في غوطة دمشق، كما استعاد النظام يوم الجمعة 30 تشرين الثاني السيطرة على حقل عمر النفطي الذي استولى عليه المتمردون قبل عدة أيام في شرق دير الزور.
     إذا كان الجيش يتراجع في الأشهر الماضية، ويبدو أنه غير قادر على استعادة الأراضي بشكل دائم، فإنه ما زال قادراً على القيام بهجمات مضادة بفضل قواته الجوية ومدافعه. لا يستطيع المتمردون المجهزون بالبنادق وراجمات الصواريخ، مواجهة الدبابات والطائرات المتمركزة على بعد عشرات الكيلومترات. أشارت الواشنطن بوست إلى أن المتمردين لا يملكون إلا أربعين صاروخاً أرض ـ جو، وهي الأسلحة الوحيدة القادرة على إعادة التوازن إلى موازين القوى.
     بانتظار وصول هذه الصواريخ، يحاول المعارضون قطع طرق إمدادات النظام والاستيلاء على القواعد المنعزلة. إنهم لا يهاجمون بشكل مباشر الآن، ويفضلون محاصرة الجنود ودعوتهم للانشقاق واستهداف الطائرات المروحية التي تقوم بإلقاء صناديق المؤونة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق