صحيفة اللوموند 20/12/2012 بقلم فؤاد كيمان Fuat Keyman، الأستاذ في
جامعة Sabanci
التركية، وهاني البنا Hany El Banna، مؤسس منظمة Islamic Relief
غير الحكومية، وأنطوني جيدنز Anthony Giddens، المدير السابق لـ London School of Economics
حافظت
تركيا على حدودها مفتوحة مع سورية منذ اليوم الأول لوصول السوريين الهاربين من
العنف وهجمات النظام السوري في شهر أيار 2011. تُقدم تركيا حالياً ملجأ ومساعدة
إنسانية لأكثر من 120.000 لاجىء سوري، بكلفة قدرها 300 مليون دولار.
أشارت الأمم المتحدة إلى أن عدد السوريين الذين
سيحتاجون مساعدة إنسانية سيرتفع من 2.5 مليون إلى أربعة ملايين في بداية عام 2013.
لهذا السبب، نعتقد أنه يجب تقديم المزيد من المساعدة إلى السوريين الذين لا خيار
أمامهم غير الهروب.
من المفهوم أن تركيا بدأت تشعر بعبء
المساعدة الإنسانية الأساسية التي تقدمها على أراضيها. اعتبر الصليب الأحمر أن
تركيا ستكون بحاجة إلى مساعدة خارجية قدرها عدة ملايين من الدولارات لمواجهة
التدفق المتزايد للمدنيين. نعتقد أنه يجب على المجتمع الدولي والدول المانحة
ولاسيما دول الخليج أن تزيد مساعدتها بشكل عاجل إلى تركيا وجميع الدول المجاورة
التي تستقبل اللاجئين السوريين. مع اقتراب فصل الشتاء، أصبحت هذه المساعدة أكثر
أهمية من أي وقت مضى.
من
غير المقبول عدم تمويل أكثر من ثلث خطة العمل الإقليمية للأمم المتحدة لصالح
اللاجئين السوريين والبالغة 488 مليون دولار. يجب على جميع الدول التي تستقبل
اللاجئين السوريين أن تسمح للمنظمات الإنسانية الدولية غير الحكومية بالعمل داخل
أراضيها. نحن ندعو تركيا للسماح لهذه المنظمات غير الحكومية بنشر كفاءاتها
وإمكانياتها التقنية من أجل دعم الجهود التركية.
إن
مكتب المساعدة الإنسانية في المفوضية الأوروبية (ECHO) ووكالات الأمم المتحدة واللجنة
الدولية للصليب الأحمر والمنظمات غير
الحكومية في الدول التي تملك الخبرة في مساعدة اللاجئين، مستعدون لتلبية
الاحتياجات. ولكن هناك عقبات سياسية وقانونية وبيرقراطية تُعرقل التعاون بين تركيا
والمنظمات الإنسانية غير الحكومية. بشكل عام، لا تستطيع المنظمات التركية والدولية
غير الحكومية دخول مخيمات اللاجئين في تركيا!
إن
السماح للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة وللمنظمات الدولية غير الحكومية
بالعمل في تركيا، قد يسمح بالتخفيف من عبء العدد المتزايد من اللاجئين على لجان
الاستقبال، كما سيسمح بصرف مساعدات مالية أوروبية إضافية، بالإضافة إلى تقديم
الخبرات التقنية في مجال المساعدة الإنسانية.
ربما
تخشى تركيا من أي يكون لدى الأطراف الخارجية أهدافاً سياسية، أو أن تُشكل تهديداً
للسيادة التركية. ولكن هذه المنظمات الإنسانية المهنية تتمتع بخبرة طويلة في مجال
العمل النزيه والحيادي داخل العديد من أزمات اللاجئين مثل اللاجئين الصوماليين في
كينيا واللاجئين الليبيين في تونس. تعمل هذه المنظمات وفق القيم العالمية
والمبادىء الدولية لاتفاقيات جنيف.
حان الوقت بأن يقوم العالم بدعم تركيا، وأن
تستقبل المساعدات التي يقدمها أصدقاؤها في المجتمع المدني الدولي وصناديق التمويل
من أجل توفير اللجوء لآلاف السوريين الذين ما زالوا ينتظرون. نأمل ونتمنى أن
يستطيع السوريون العثور على مكان آمن في تركيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق